والخوف غريزة بشرية وقد خاف الأنبياء قبل داود. . .
وتبئن أن قصة الخصومة قصة حقيقية بين خصوم إسرائيليين كانوا خلطاء
في نعاج، ولم يكونوا ملائكة، ولا النعاج نساء كما في الإسرائيليات 0
والقصة ذكرت في سياق صبر داود وقوة تحفُله، ومن فسَّرها بغير ذلك
فقد غفل عن السياق، ولم يظهر بين القصة والاَيات قبلها تناسب وترابط.
وداود لم يرتكب معصية اصلأ، وإنَّ استغفار 5 كان من الخوف الذي
اعتبره نفصأ، وليس هو بنقص لأنه غريزة بشرية.
ثم ذكر أصل القصة عند أهل الكتاب، وفيها كذب وافتراء على الأنبياء،
ثم بئن فضائل داود في القراَن والسئة الصحيحة، ثم تحدَث عن عمر 5 وحُسن
صوته، وبعض احكامه كما جاءت في القراَن الكريم، ثم لخص العبرة من حياة
داود وقصته.
وبهذا فقد فشَر اي القرآن الكريم في ضوابط التفسير والتأويل نافياً عنها ما
لحفها من إسرائيليات وخرافات سرَت وتسري في العقول فتؤثَر فيها، وخاصة
في مثل هذه القصة التي جعلها اليهود تكاة لحرف البشرية إلى الغرائز الشهوانية
من خلال نسبتها إلى رموز البشرية الطاهرة عليهم الصلاة والسلام.
وتبقى مسيرة التنفيح والتصحيح مستمرة عبر القرون لتقوم الحجة على
العالمين.
ولو قذَر الله تعالى ان تكتمل سلسلة (قصص الأنبياء) بقلم السيد عبد اللّه
الغماري لأسدى إلى جيلنا الذي اصابته لوثات ولوثات، وللأجيال القادمة خيراً
كثيرا، ولنزه مقام الأنبياء عما وصمهم به المتطفَلون الدخلاء، ولكنه على أية
حال جذَد جانبأ من أعمال الفخر الرازي، ووضَج معالم هادية في هذه السبيل
للسالكين، رحمه الله واعلى في جنان الخلد مقامه.
117