كتاب عبد الله بن الصديق الغماري الحافظ الناقد

المأموم قبل الإمام مخالفة تفسد الصلاة. . .
وقد اتبع هذا البحث برسالة أخرى سمَاها: (الصبح السافر في تحقيق
صلاة المسافر)، فضَل فيه بعض جوانب هذا البحث، وهما في غاية النفاسة
والفائدة لمن ينشدون منهجاَ للفقه المقارن.
21 - اتقان الصنعة في تحقيق معنى البدعة:
والبدعة والسئة من المصطلحات والمسائل التي حصل فيها تجاذب كبير
جداَ في عصرنا، فباسم السئة والتجافي عن البدعة حصل تنافر وشقاق وتفسيق
وتبديع عانت الأمة منه الكثير الكثير، والزحف الإلحادي العلماني كاد يجتاح
ا لأمة كلها.
وكان هذا البحث الذي كتبه السيد عبد الله رحمه الله تعالى من أهم
البحوث الأصولية، ومن أجل ما كتب في الموضوع.
وقد قدَم القول في معنى البدعة لغة من مصادر اللغة (المفردات) للراغب
الأصبهاني، و (النهاية) لابن الأثير، و (المصباح المنير) للفيومي، و (القاموس
ا لمحيط) للفيروزابادي. .
ثم قال: من المعلوم بالضرورة أن النبي عنَي! لم يفعل جميع المباحات
لأنها كثيرة، ولا يستطيع بشر أن يستوعبها فضلاًان يتناولها. . . فمن زعم
تحريم شيء بدعوى أن النبي ىلجي! لم يفعله فقد ادعى ما ليس عليه دليل، وكانت
دعوا 5 مردودة.
وبفقرة أخرى بقوله: من المعلوم ضرورة أن النبي! سي! لم يفعل جميع
المندوبات لاشتغاله بمهام عظام استغرقت معظم وقته. . . واكتفى بالنصوص
العامة الشاملة للمندوبات بجميع أنواعها منذ جاء الإسلام إلى قيام الساعة.
ثم ذكر الأحاديث الذامَة للبدعة، بدأها بحديث جابر عند مسلم في
(صحيحه): "إن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد! سي!، وشزَ
121

الصفحة 121