كتاب عبد الله بن الصديق الغماري الحافظ الناقد

وحديث رفاعة بن رافع الزرقي كنا نصلي يومأ وراء النبي! يم، فلما رفع
راسه من الركعة قال: "سمع الله من حمده!، فقال رجل وراءه: ربنا ولك الحمد
حمدأ كثيراً طيباً مباركأ فيه، فلما انصرف قال: "من المتكلم؟ " قال: أنا، قال:
"رايتُ بضعةَ عشرَ ملكاً يبتدرونها ايهم يكتبها الأول ".
قال الحافظ ابن حجر: واستدل به على جواز إحداث ذكر في الصلاة غير
مأثور إذا كان لا يخالف المأثور.
واكمل احد عشر حديثاًاَخرها حديث خبيب وسنِّه صلاة ركعتين قبل
قتله. وهذا التفصيل من أجل المباحث وأدقها، وفيه نباهة عظيمة0
ثم قشم البدعة إلى نوعين:
الأول: نوع يتعلق بأصول الدين، كالقول بالقدَر، والتجهُّم والتجسيم،
والخروج عن الأئمة، والتبري من الخلفاء الراشدين، وبدعة القول بحوادث لا
اول لها، وبدعة القاديانية، وهذه بدعة الضلالة.
وأما بدعة الفروع، فليست بضلالة، لأنها من جملة الحوادث التي تحدث
على مز الزمان، ويطلب حكمها من دلائل الشريعة وقواعدها العامة المبنية على
مراعاة المصالح والمفاسد، وعدم وجودها في عهد النبي! لمجو، وعدم فعلها لا
يفتضي ان تكون محرمة فضلاَ عن ان تكون ضلالة، ثم ذكر أمثلة عديدة لما
حدث وعمل به المسلمون ولم يكن في عهد النبي ع! يم ولا في عهد الصحابة
والتابعين ولم يبذَعوا او يفشَقوا إ لا من شذَ من الشواذ ومنها:
تعدُد صلاة الجمعة في عدة مساجد وهذا لم يكن، وذكر عدة أدلة على
ذلك.
وقراءة حزب من القرآن في بعض البلاد الإسلامية وخاصة في المغرب
بعد صلاة المغرب والصبح، ومنها الشُبحة وهي محدثة، والذكر بعد الأذان،
والصلاة على النبي -لمجي! بعد المكتوبة، والسيادة للنبي! شًيِ! في الأذان والإقامة
123

الصفحة 123