وفيها حديث ابي خِراش حَدْرد بن أبي حدرد انه سمع رسول الله لمجيم قال ة
" من هجرَ أخا 5 سَنَة فهو كسفكِ دمه! أ خرجه أبو داود بإسناد صحيج.
وكان يضبط كل حديث ويفسره لغة ومعنى، ثم قال: افادت هذه
الأحاديث السابقة: ان هجر المسلم بعد ثلاثة أيام كبيرة 0
ثم نقل عن ابن حجر الهيتمي في (الزواجر) قوله: يُستثنى من تحريم
مسائل ذكرها الأئمة، وحاصلها انه متى عاد إلى صلاح دين الهاجر والمهجور
جاز والآَ فلا.
وفصل السيد عبد الله ذلك بقوله: إن العاصي المجاهر بالمعصية، أ و
المصز على فعلها يُهجر بعد نهيه، واسداء النصيحة له، وكذلك المبتدع المتفَق
على ابتداعه، مثل الخارجي والمعتزلي، يهجر بعد مناقشته ايضأ، لعله يتوب أ و
يقلع، أما ان يختلف شخصان في مسألة فرعية كالتوشُل وما أشبهه مما يختلف
فيه الراي وتتجاذب الأدلة، فلا يصح الهجر بسببه، لأنه لا عصيان فيه ولا
ابتداع، ومن هجر صاحبه بسبب ذلك كان آثماً عاصياً، فإن كان المهجور قريباً
له جمع إلى إثم الهجر إثم قطيعة الرحم.
ثم قسم الهجر إلى ثلاثة أنواع:
1 - هجرٌ إيجابي زاجر، وهو يحصل ممَن له حق الزجر والتأديب، إما
بسلطة مادية كالحاكم والزوج، أو معنوية كا لعالم المقتدى به.
2 - وهجرٌ وقائيئٌ مانع، وهو الذي يتثي به الهاجر شزَ المهجور أ و
الافتتان به.
3 - وهجر سلبي لا زجر فيه ولا نفع.
ثم فضل ذلك اتم تفصيل فذكر في النوع الاول عدداً من الاحاديث
المرفوعة والموقوفة، وبدأها بحديث هجر كعب بن مالك واللذين تخلفا معه
عن غزوة تبوك.
127