كتاب عبد الله بن الصديق الغماري الحافظ الناقد

فهجرته فاطمة فلم تكلمه حتى ماتت.
فقد يستدل بعض الناس بهذا الأثر على جواز الهجر فوق ثلاثة أيام لأجل
معايش الدنيا، وهذا استدلال غير صحيح، وبيَّن وجه ذلك، إلى أن قال: إنه
ثبت ان أبا بكر الصديق رضي الله عنه استأذن عليها وهي مريضة، فقال لها علي
كزَم الله وجهه: هذا ابو بكر يستأذن؟ فقالت: أتأذن له؟ قال: نعم، فأذنت له
فدخل يعودها، وقال كلمته المشهورة: " والله لقرابة رسول الله ع! يم أحب إليئَ أ ن
اصلَ من قرابتي! وهو صادق من غير يمين.
والذي يذكر في هذه القصة، وهو الحقيقة والواقع: أن فاطمة عليها
السلام، اكرمُ نفسأ، واجل قدرأ من أن تهجر شخصاً على شيء من الدنيا، فهي
بنتُ ابيها! ي! ووارثة خلقه، وهي صدَيقة ايضاً، هانما الذي حصل أنها طلبت
حفها من الميراث مستندة إلى عموم قول الله تعالى: "يوُصِحي!،أدئَهُ فِى-
أَؤلَدِصُئم " 1 النساء: 11)، وفوجئت بمنع الصديق لها مستدلأ بالحديث
المخضص للآية، ولما لم تكن سمعته من قبل، اعتراها غضب لصدمة المفاجأة
شأن الطبيعة البشرية، ثم لما عادت إلى بيتها وهدات نفسها أدركت صدق أبي
بكر رضي الله عنه، فتركت الموضوع، ولو كان غير ذلك لما سكت عليئٌ عليه
السلام عن طلب حقها من الميراث، ولما سكت العباس عن طلب حقَه، وهو
كان أحرص على المال وأكثر طلباً له.
وفي هذا النص فوائد عظيمة جدأ تدكُ على سَعَة افق السيد عبد الله، وعُمْق
تفكيره، وفيه! الردُ البالغ على مَنْ يَسِمُ السيد عبد الله بالتشئع.
4 2 - عقيدة أهل الإسلام في نزول عيسى عليه السلام:
وقد جاء هذا الكتاب بعد كتابه الآخر هو (إقامة البرهان على نزول عيسى
في اَخر الزمان)، الذي ردَ فيه على الشيخ شلتوت في فتواه التي وافق فيه! مذهبَ
القاديانية الكفرة في شأن عيسى عليه السلام، فلما قرأه الشيخ شلتوت، كتب
مقالات يردُ عليه في هذا الكتاب الدامغ، فترك الشيخ شلتوت الموضوع ولم يُعد
129

الصفحة 129