كتاب عبد الله بن الصديق الغماري الحافظ الناقد

علماء الإسلام، وهم جمْهرة غفيرة بداهم بأبي جعفر محمد بن جرير الطبري،
ونصه: واولى هذه الأقوال بالصحة عندنا قول من قال: معنى ذلك إني قابضك
من الأرض، ورافعك إلي لتواتر الأخبار عن رسول الله! ييه.
ومنهم أبو الحسين الأبري في (مناقب الشافعي)، ومنهم الفقيه أبو الوليد
ابن رشد، ومنهم الإمام ابن عطية، ومنهم ابن كثير، والشوكاني في كتابه
(التوضيح في تواتر ما جاء في المنتظر والدجال والمسيح)، ومنهم القنوجي،
ومحمد بن جعفر الكتاني، ومحمد أنور شاه الكشميري وله (التصريج بتواتر
نزول المسيح).
ثم تتبع أطرافاً من أفوال الأئمة بدءاً من الصحابة في ذلك، ثم قال رحمه
الله: إن الأحاديث التي دئَت بالتصريج على نزول عيسى عليه السلام تدكُ
بالاقتضاء على حياته، وانه في السماء، لأنه لو كان ميتاً لكان لا بد من إحيائه
وخروجه ليقتل الدجال واليهود، ثم يموت ايضاً، فيكون قد مات وأحيي أكثر
من مرتين، وذلك مخالف لقوله تعالى: " كَيفَ تكفُرُوتَ بِألله وَ! نتُخ أَضؤَتا
فَأَخي! ئم ئُئَم يُمِيتُكُتم ثُئَم! يئُ ثُثمَ إقهِ لُزْجَحُوتَ " ا االقرة: 28)، ولقوله
تعالى: " قَالوا رَئنا آَمَتنَا اَثْنئًيْنِ وَأَخيَيتَنَا اَثْنتًين فَاَعْزًفْنَا بِذُلُؤشَا" أ غا فر: 1 1)، ولو
دكَ نص على موته لقلنا به، وخصصناه من هذا العموم، لكن النصوص دالة على
حياته، وأما كونه في السماء، فلأن لفظ النزول والهبوط يقتضيانه، ولأنه لو كان
في الأرض لعرف محله، ولوجب عليه أن يسعى إلى رسول الله لمجو حيث بُعث،
ويؤمن به، واتباع هديه تنفيذاً للميثاق الذي اخذه الله على جميع الأنبياء. . .
ثم قال: والرفع حقيقته اللغوية: النقل من سفل إلى علو كما قال أبو حئان
وغيره من أئمة اللغة والتفسير، وحملُه على رفع المكانة كما زعم ذلك المفتي
الجاهل يبطله أمور:
اولها: أنه معنى مجازي لا داعي إليه، ولا قرينة تدل عليه، وتتبع ذلك في
131

الصفحة 131