ورابعتها: بيان خطته في (الكنز الثمين) وأنه لم يقصد الاستيعاب، وأنه
ترك بعض الأحاديث عن قصد لما فيها من شذوذ ونكارة، أو مخالفة لما هو
أصح منها، واقتصر على ما تصعن الحاجة إليه في مجتمعنا من الأحاديث التي
تهذب أخلاقه، وتُقوم طباعه، وتربي خشية الله فيه، وبئن رموزه في عزو
الأحاديث.
وخامسنها: بيان ما يمكن أن يستفيده قارى هذا الكتإب من احاديث
صحيحة وحسنة تعزى إلى كتب غير مختقَمة بذلك، ولا يصل إليها إ لا المتمكَن
من علم الحديث، في فوائد اخرى يستفيدها قارى هذا الكتإب، مما يجعله
مفيداَ للمف! ر والفقيه والواعظ والمتكلم وسائر طبقات الفقهاء.
وقال في خاتمته: وليعلم اني كتبته غريباَ عن أهلي، بعيداً عن كتبي،
معتمداَ على فضل الله -وفيه غناء - على ما جادت به ذاكرتي وسمحت به
حافظتي مما اختزنته فيها من مطالعات لكتب الحديث ومراجعات لقواعده. . .
وقال في خاتمته: فقد كنت اُملي على الناسخ وهو يكتب، وأسترسل في
الإملاء حتى املي مئة حديث او اكثر.
وقد أودع فيه أربعة آلاف حديث وستمئة وستة وعشرين حديثاً.
ولما كان قد املى هذا العدد، وهو بعيد عن كتبه في غُربة وكُربة، فقد وقع
فيه اوهام - وليست بالكثيرة - وخاصة في التصحيج والتضعيف، وكان يتمنَى أ ن
يعيدَ النظر فيه ويمحصها.
وقد قال رحمه الله تعالى في كتابه (سبيل التوفيق)، ص 96: "غير أ ن
كتاب (الكنز الثمين) لست راضياَ عنه، لأني كتبتُه في حال تضييق وتشديد كما
سبق، وعدم وجود مراجع، فجاءت فيه أحاديث ضعيفة كثيرة، ولو وجدتُ
فراغاَ لنقَحتُهُ، وهذبتُه، وحذفت ما فيه من الضعيف ".
والعجب بعد ذلك ممن يحاول ان ينال من منزلة الشيخ في الحديث،
156