كتاب عبد الله بن الصديق الغماري الحافظ الناقد

ولكنه - والحق يقال -كان كريماَ في المعاملة. . .
ولما تم الامتحان، وأردت القيإم للانصراف، قال لي رئيس اللجنة:
مبروك يا علأمة. وظننت أنه قال لي هذه العبارة تهكُمأ، ولكنه قابلَ صديقه
الشيخ عبد السلام غنيم وأخبره بنجاحي بتفؤُق، ونشر خبر نجاحي بجريدة
الأهرام، وصادف أني كنت في زيارة الشيخ محمود شلتوت في بيته ومعه جماعة
من العلماء، لأنه كان وكيلاَ لكلية الشريعة، ودخل احدُ الزائرين فهناني، فقال
له الشيخ شلتوت: عَلاَمَ تهنئه؟ فقال: لأنه نال شهادة العالمية الأزهرية، فقال له
الشيخ شلتوت: نحن نهنئ الشهادة الأزهرية بأخذ الشيخ عبد الله لها الذي جاء
من بلاده عالماَ.
وبدأ نجمه العلمي يسطع، والأزهريون من العلماء والطلاب يتعرفون إ ليه
ويتردد اسمه على مسامعهم، وبدأ يكتب المقالات العلمية التي تطبعها الصبغة
الحديثية في (مجلة الإسلام) وكان لها ذيوع وشيوع في البلاد الإسلامية، ونالت
أبحاثه الحديثية القبول والثناء، واستمرت كتابته فيها عشر سنوات.
وبدأ يساهم في كتابة المقالات في عدد من المجلات منها: (هدي
الإسلام)، ومجلة (الإرشاد) - وكان يُصدرها الخطباء وائمة المساجد بمصر-
ومجلة (الرابطة الإسلامية)، ومجلة (الشرق العربي)، ومجلة (نشر الفضائل
والاَداب الإسلامية)، ومجلة (الوسيلة)، ومجلة (المسلم)، وهي مجلة
(العشيرة المحمدية).
قال رحمه الله: وما من مجلة دينية، إلا وكتبت فيها مقالاً، او مقالين أ و
أكثر، وكانت صلتي حسنة بالجماعة الإسلامية، فجماعة الإخوان المسلمين لي
صداقة متينة مع رئيسها الأستاذ حسن البنا، ووالده الأستاذ احمد عبد الرحمن
صاحب ترتيب المسند، وكان بيننا تواصل وتزاور (1).
__________
(1) قلت: وقد استجاز الثيخ أحمد عبد الرحمن البنا، اليد احمد بن الصديق،=
16

الصفحة 16