كتاب عبد الله بن الصديق الغماري الحافظ الناقد

عبد الله ويُجلُه، وقال! له أول! مرة راَه بدعوة منه في كلية الشريعة، إثر رد 5 عليه
بشأن نزول عيسى عليه السلام: كنت أظنك شيخاً كبيراً، لكنك شاب، فقال له
السيد عبد الله: أنا كما يفول المثل العربي: " تَسْمَعُ بالمُعَيْدفيَ خيرٌ من أن تراه "،
قال!: لا أقصد هذا، وإنما أقصد أن سثك دون مقالاتك التي تدل على علم كبير،
والىع واسع لا يتأتيان إلا من رجل تقدمت به السنُ، مع طول الدراسة، وكانت
سته اَنئذ ثلاثاَ وثلاثين سنة، فقال السيد عبد الله: هذا من فضل الله عليئَ. ومنهم
العلأَمة الثيخ السيد محمد الخضر حسين التونسي، وكان يزور السيد عبد الله
في بيته، يرجع إليه في معرفة أحاديث يحتاج إليها في موضوعات يكتبها.
ومنهم العلأَمة الثيخ محمد بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية، وشيخ
علمائها، وقد حضر عليه السيد عبد الله دروساً في الفقه الحنفي والتفسير
واجازه، وكان بينهما تزاور، وكان السيد عبد الله شديد الإعجاب به، كثير الثناء
على علمه الغزير، وخلقه الرفيع، ومنهم مسند الديار المصرية السيد احمد رافع
الطهطاوي، واجاز للسيد عبد الله بما حواه ثبته: (المسعى الحميد إلى بيان
وتحرير الأسانيد)، قال! السيد عبد الله: وهو كتاب نفيس: نئه فيه على أوهام
وقعت في كثير من الأثبات، خصوصاً (فهرس الفهارس) للشيخ عبد الحي
الكتاني. ومنهم الثيخ العلأَمة عبد المجبد اللبان، الذي اصبح عميداً لكلية
أصول! الدين، وجهد أن يعئن السيد عبد الله مدزَساَ للحديث عند 5 في الكلية،
لكن الشيخ المراغي شيخ الأزهر إذ ذاك كان شديد المعارضة لذلك.
وفي القاهرة اتَسعت دائرة السيد عبد الله اخذأ وعطاءً، واتصل بالعالم
الإسلامي وغيره بأوسع معاني الاتصال تلقياَ وأداء، واستجاز علماء الأمة الذين
فذَروه حق قدره، وعرفوا نبوغه وفضله، فاجازوه بأسانيدهم العوالي وأثباتهم
النفيسة الغوالي، وهؤلاء الذين أجازوه كان إسناد الأمة الإسلامية إلى رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - يدور عليهم، فإضافة إلى الذين تقدَموا كالسيد أحمد أخيه، والسيد أحمد
رافع الطهطاوي مسند الديار المصرية، والعلأَمة المحدث الشيخ محمد زاهد
الكوثري، والعلأمة محمد الخضر حسين التونسي، فقد أخذ عن: العلأَمة الشيخ
18

الصفحة 18