كتاب عبد الله بن الصديق الغماري الحافظ الناقد

ومفاهيمها، والفقه ومذاهبه (1).
وكإن السيد عبد الله حاضراً في قلب هذ 5 المعركة، ثابتاً موقناً لم يُجار
زائغاً، ولم يمل إلى تيار برغَبٍ، وقد كإن ذلك الترغيب، ولا رَهَبٍ وقد كإن
ذلك الترهيب، وكإنت معاركه مع الصغار والكبار، مع الذين ترئعوا على
المناصب العالية، ومع اَخرين مجهولين، يريدون بشذوذهم الظهور
والوصول.
وقد وخه السيد عبد الله جُل ردوده، وصؤَب اكثر سهامه إ لى أ هل ا لتخصص
الشرعي، أو مَنْ يدعيه من الذين انحرفوا بمفاهيمه، أو زاغوا بتاويله، أو داهنوا
بتقريبه، أو ناقضوا بعض ضرورياته، او انكروا طرفاً من مسلَماته.
ومن الذين تصدى لهم السيد عبد الله الشيخ محمود شلتوت، وكإن شيخاً
للأزهر - وهو أرفع منصب علمي أزهري - وصاحب لسان وقلم وفكرة وكتاب.
قال السيد عبد الله (2): وسمعت الشيخ محمود شلتوت يلقي محاضرة من
المذياع ذكر فيها أن التداوي بالأذكإر والايات من قبيل الذَجَل، فكتبت جزءاً
سفَيته: (كمال الإيمان في التداوي بالقرآن) وقد طبع مرات.
وبعث قادياني إلى الأزهر يسال: هل سينزل عيسى؟ وحكم من ينكر
نزوله - والقاديانيون ينكرون نزول عيسى - وغرضه بهذا السؤال ان ينتزع من
الأزهر ما يرد به على المسلمين الذين يعارضون القاديانية بالهند، فحؤَل الشيخ
المراغي سؤال القادياني إلى الشيخ محمود شلتوت، فكتب الجوابَ على وَفق
مرادِ السائل، وأنكر نزول عيسى، وزعم دعاوى ابطلئها في كتاب: (إقامة
(1)
(2)
إذا اردت ان تعرف سيئأ من هذه الحرب الضروس ضد الإسلام والعربية،
فارجع إلى ما سطره شيخ الإسلام مصطفى صبري في كتابه: (موقف العقل
والعلم والعالم من رب العالمين)، وهو في اربعة مجلدات ضخام.
سبيل التوفيق، ص 93 - 4 9.
20

الصفحة 20