كتاب عبد الله بن الصديق الغماري الحافظ الناقد

دؤت عليهم أموالاَ كثيرة وافرة، فلذلك اقبلوا عليها، وائجهوا بكلثتهم إليها،
وحصلوا على ما طلبو 5 من المال، ولن تخطر التوبة لهم على بال " (1).
وكذلك هاجم الشيخ علي عبد الرزاق، مؤلف كتاب (الإسلام وأصول
الحكم) وغير هؤلاء ممن كان لهم شاًن في مصر، ولكنهم تجنّوا على الإسلام،
أو أتوا بأفكار شاذة. ولم يحابِ السيد عبد الله في الله وفي دينه أحداً، ولو كان
من الكبار، مع العلم بانه غير مصري، وكانت القومية والعنصرية في عنفوانها
هناك.
5 - بعض المحن التي تعزض لها:
لم يسلم رحمه الله من محن عصره التي نالت الدعاة وعلماء الإسلام، بل
نالته محنة شديدة، إذ أُدخل السجنَ في عهد جمال عبد الناصر، وقال رحمه
الله (2): بتدبير مجرم مغربي، أكرمتُه غاية الإكرام، فدئر لي مع المباحث
المصرية تهمة التجسس لحسإب فرنسة على الجزائر، وهي تهمة باطلة، وحكم
على بالإعدام، وبعد الحكم، حلفتُ للصحفيين الذين كانوا ملتفَين حولي، أني
لن أُعدم فتعجَبوا.
ومما عذَ 5 المصريون من كراماتي: أنَ القاضي المسيحي الذي حكم عليئَ
لم يمر عليه شهران، حتى ألقى بنفسه من سطح بيته فمات مُنتحراَ.
ومات جمال ميتة غير سليمة، وهو الان عند الله تعالى، يلقى جزاء ظلمه
وغَشْمه، فقد املى الله له ثم أخذه اخذ عزيز مفتدر، وسيعلم الذين ظلموا أ ي
منفلب ينفلبون.
ولقد طال سجنه رحمه الله، حتى بلغ إحدى عشرة سنة كاملة، قال رحمه
الله: أدركني ظلم جمال عبد الناصر كما أدرك كثيرأ من العلماء، فمكثتُ في
(1)
(2)
ا لمصدر ا لسا بق، ص 9 1 2.
سبيل التوفيق، ص 17 1.
24

الصفحة 24