كتاب عبد الله بن الصديق الغماري الحافظ الناقد

السجن أحد عشر عاماً كاملة، من 5 1 أكتوبر/ تشرين الأول (959 1) إلى 6 2
ديسمبر/ كانون الأول (969 1 م). فكتبت في السجن مع التشديد والتضييق عدة
كتب منها: (فضائل النبي في القرآن)، (النفحة الإلهية في الصلاة على خير
البرية)، (سمير الصالحين).
ومما يدل على محنته الشديدة في السجن قصيدة بعنوان: استغاثة، بلغت
اربعة وستين بيتاً ومنها (1):
سألتُكَ يا اللهُ يا مَنْ له الثئا تفزَج فَضْلاً عنّي مُصِيْبَتي
ويا رلث يا رحمنُ فارْحَمْ تذللي إليكَ، وأدركني بنصْرٍ وَعِزةِ
إلهي لقد يممتُ بابك ضارعاً إليكَ، فأرغدني بفيضٍ ونعمةِ
إلهي وخلِّصني من الكرب والأذى وأَذْهِبْ سريعاً عني كلَّ مَضَرَّةِ
إلهي وخُذْ ثأري مِنَ الظالمِ الذي تسَبَبَ في هَتكِي لِيُبْدِي مَعَرَّتي
وجازِ 5 لعناً دائماً متواصلاً على ما بدا مِنْ بُهْتِهِ في قَضِمسي
أَطَل دمي من غيرِ جُرمٍ أتيتُه ولوَث عِرْضِي بالدعاوى الخبيثةِ
وبعد أن اُخرج من السجن بمصر بعد أحدَ عشر عاماً فيه - وكان ذلك في
قضية لفقت له كما لفق للعديد من العلماء، والدعاة في تلك الفترة بالذات، في
مصر خاصة، وهاهي الملفات تنشر عن تلك الفترة التي تظهِرُ هذا البهتان على
العلماء والسياسيين المعارضين وتبديه - عاد إلى المغرب يتابع مسيرته العلمية
والتوجيهية حيثما حل وارتحل، وخاصة في دروسه في الزاوية الصديقية.
فنالته محنة اخرى - وكانت شديدة كذلك - إذ أفطر من صوم رمضان مع
مصر، فتجزَأ عامل طنجة فحبسه مع أخيه السيد عبد العزيز رحمه اللّه لمدة
أسبوعين، قال رحمه الله (2): وقد تجزَأ عامل طنجة، وكان قبيحاً، فحبسنا
(1)
(2)
نشرها في آخر كتا به خواطر دينية، صه 4 2.
سبيل التوفيق، ص 4 0 1.
25

الصفحة 25