كتاب عبد الله بن الصديق الغماري الحافظ الناقد

حمدي أصلان جافا الألباني، والدكتور محمود سعيد ممدوح المصري، والشيخ
محمود حسن الشيخ، والدكتور حنفي حسنين، والشيخ حسين البتانوتي،
والدكتور فاروق حمادة كاتب هذا البحث، والدكتور محمد فؤاد البرازي
واخرون كثيرون جداً.
ومما يذكر هنا أن كثيراً من طلبة العلم كانوا يحرصون أشدّ الحرص على
التشزُف بإجازته الحديثية.
وأذكر هنا أنه لما استقر به المقام بطنجة إثر عودته من مصر، التف حوله
ثلَة من اهل العلم فدزَسهم كتاب (نيل الأوطار) للشوكاني حتى انتهى منه، وأقيم
حفل بمناسبة ختمه، ودزَس التفسير، واعتمد (تفسير النسفي).
كما دزَس (جمع الجوامع) في أصول الفقه، و (الموطأ) و (الشمائل)
للترمذي، إلى جانب خطبة الجمعة في الزاوية، وكان في غاية الشجاعة في
خطبته يُصمح ولا يكني، ويُعلن ولا يهمس، وكذلك في دروس وعظه للعامة
والخاصة.
7 - رجوعُه الي المغرب، وعيشُه ووفاتُه:
لقد بقي السيد عبد الله في مصر زهاء أربعين سنة، فقد ارتحل إليها طالباً
للعلم، سنة (929 ام)، وعاد إلى المغرب سنة (970 ام)، فنزل في الزاوية
الصديقية التي تضثمُ ضريج أبيه، وامه بطنجة، وفيها بيوت ومساكن في الدور
العلوي، فأخذ منها جانباً ليس بالواسع، وحل فيه، مع زوجه وهي مصرية - ولم
يتزوج غيرها، ولم يُعْقِب رحمه الله - وكان هذا السكن في غاية البساطة بناء
وفراشاً، فأسند كتبه إلى جدرانه، وكان ينزل لصلاة الخمس مع الجماعة التي
تقام في الزاوية، ويلقي دروسه فيها بعد الضُبح، وفي أوقات أخر.
وعاش رحمه الله تعالى زاهداً قانعاً من الدنيا، ولا أعلم أنها شغلته عن
العلم تدريساً ومدارسة وتصنيفاً، ومتابعة، فقد عرفته أكثر من عشرين سنة من
قرب في الحضر، وعايشته في السفر.
27

الصفحة 27