كتاب عبد الله بن الصديق الغماري الحافظ الناقد

السديد في المسألة التي يبحثها. فينقل عنهم ما صفا له من أفكارهم
واجتهاداتهم. . .
فمثلاً هو يخالف أبا بكر بن العربي في بعض اَرائه وابن حزم وابن تيمية،
وابن القيم وآخرين من الحنفية والمالكية والعثافعية، وتراه يقتبس عنهم، ويُكثر
من ذلك دون أدنى غضاضة أو تقليل شأن أو تصتد لما يسئ لهم، أو يحطُ من
مكانتهم.
ونجده كذلك يعلن أنه قد تراجع عن فكرة سابقة له، أو راي كان يراه لأن
الدليل قد لاح له بعد ذلك.
وسأتناول بعضاَ من كتبه ا لتي تصذَت لأفكار شاذة، أو قذَمت رأياَ لم يجارِ
فيه واقعاً مريضاً، أو استدرك فيها على الأئمة السابقين الأعلام، مما يجعله في
مصافهم ومن زمرتهم، أو كشفت عن معانٍ جديدة برؤية متميزة، أثرت،
وممتؤثر- إن شاء الله -في الأجيال، أو ما نراه ذا اهمية عظيمة في عصرنا هذا.
وقد نحوتُ هنا إلى عرض هذه الأفكار كما صدرت من السيد عبد الله
رحمه الله تعالى، دون مناقشتها والاحتجاج لها، أو إثبات خطئها والاعتراض
عليها، فالأمر في ذلك يطول ولي! هذا محلَه، ولكنها ستبقى مناراَ ومثاراً
للمحتجين المؤئدين، والمعترضين المخالفين.
1 - ذَوْق الحلاوة ببيان امتناع نسخ التلاوة:
يقول في صدر هذا البحث: هذا بحث لم أُسبق - والحمد دئه - إليه ولا
غلبت، والمثة دئه عليه، وهو يتعلق بنسخ تلاوة آية من القرآن الكريم، أي نسخ
لفظها بعد ان كانت من القرآن، فلا تبقى قرآناً، وهذا ما خالفتُ فيه علماء
الأصول قاطبة، ومعهم المتخصصون في علوم القرآن، وكتبت هذا الجزء لبيان
ما ذهبت إليه، والاحتجاج له بدلائل قطعية لا تُبقي شكَاَ في صحة قولي، ولو
تفطن لها المتقدمون ما عَدَلوا عنها. . .
48

الصفحة 48