كتاب عبد الله بن الصديق الغماري الحافظ الناقد

ثم ذهب يدلل على ذلك، فقذَم معنى النسخ في اللغة والاصطلاح،
وجواز وقوعه وحكمة النسخ في الأحكام الشرعية، وأقسام النسخ، وهل تنسخ
التلاوة، وبئن مذاهب الأصوليين، وجمع النصوص التي جاء فيها ذكر نسخ
التلاوة، وهي نحو أربعين نصاً بصحيحها وضعيفها، وأمثلها حديث أنس في
(الصحيحين) في قصة أصحاب بئر معونة الذين قتلوا، وقنت رسول الله ع! جم
يدعو على قاتليهم، قال أنس: ونزل فيهم قرآن قرأناه حتى رفع: أن بفَغوا عنا
قومنا أنَّا لقينا ربنا فرضيَ عنا وارضانا.
ثم قال: فهذه الاَثار هي الدليل النقلي الذي تم! ك به القائلون بنسخ
التلاوة، وحكى القاضي أبو بكر الباقلاني في كتاب (الانتصار) عن قوم إنكار
هذا النوع من النسخ، لأن الأخبار اَحاد، ولا يجوز القطع على إنزال قرآن
ونسخه بأخبار آحاد لا حجة فيها.
ثم خلص السيد عبد الله إلى قوله: لم يمتنع نسخ التلاوة؟.
1 - إنه يستلزم البداء، وهو ظهور المصلحة في حذف الاية بعد خفائها،
وهو في حق الله مَحَال، وما أبدوه من حكمة في جوازه مجرَّد تمخُل وتك! ف
لا يدفع المحال.
2 - أن تغيير اللفظ بغيره او حذفه بجملته، إنما يناسب البشر لنقصان علمه
وعدم إحاطته، ولا يليق بالئه الذي يعلم السر وأخفى. . .
3 - إن ما قيل: إنه كان قرآناَ ونسخ لفطه لا نجد فيه حلاوة القرآن ولا
طلاوته ولا جرس لفظه.
4 - إن منه ما يخالف أسلوب القراَن، قال الله تعالى: " ألزَايَةُ وَاَلزاَفِى فَاَضلِدُوا
فُيَ وَصِديهمَا مِأئَةَ نَجدَ " أ النور: 2).
قال العلماء: قدمت الزانية في الذِكر للإشارة إلى أن الزنا منها أشد قبحأ،
ولأن الزنا في النساء كان فاشياً عند العرب، لكن إذا قرأت: (الشيخ والشيخة إذا
49

الصفحة 49