كتاب عبد الله بن الصديق الغماري الحافظ الناقد

(او ننسهإ) أو نتركها فلا نغثر حكمها، وكذلك قراءة ننسأها، معناها: نؤخِّرها
فلا نغير حكمها والمؤخر متروك، (نأت بخير منها) للمكلَّف إن كان خفيفاً
فخيريته بسهولته، لىن كان شديداَ فخيريته بكثرة ثوابه، فالنسخ والترك لحكم
الاَية. . .
والاَية الأخرى قوله تعالى:! وَإِذَا بَذَفاَ ءَايَة م! اتَ ءَايَة وَاَدئَهُ
أَغدَ- بِمَا! شهقَالُوَأ إنَمَاَ أَنتَ مُفغ بَل أَكزُهُؤ لَا يَعْدُونَ " أ النحل: 1 0 1)،
وهذه الاَية مكية نزلت للرد على المشركين. . .
ثم ختم هذا البحث بفائدة نفيسة في تعريف الخبر عند علماء المعاني
والأصول، واعتراض ابن الشاط عليهم بتحقيق دقيق0
2 - توجيه العناية، لتعريف علم الحديث رواية ودراية:
وقد حرر في هذا البحث معنى هذين العلمين، أي علم الحديث رواية،
وعلم الحديث دراية، بما استفاد 5 من اخيه السيد أحمد رحمه الله المتوفى
(380 ا هـ) بمصر، مما يدل على رسوخه في علم الحديث والسنَّة.
قال رحمه الله: أول من عزَف علم الحديث رواية ودراية على طريقة أهل
المنطق هو ابن الاكفاني - فيما اعلم - المتوفى (794 هـ)، ولم يكن من أهل
الحديث، ولا خبرة له بالصناعة الحديثية، لىنما عرف هذا العلم كما عرف
غيره، في (إرشاد القاصد إلى أسمى المقاصد) 0
وتعريفه هو: علم الحديث الخاص بالرواية يشتمل على أقوال النبيئَ ع! يى
وأفعاله وروايتها وضبطها وتحرير ألفاظها.
والعلم الخاص بالدراية: علم يعرف منه حقيقة الرواية وشروطها
وانواعها وأحكامها وحال الرواة وشروطهم، وأصناف المرويات، وما يتعلق
بها. . .
وتبعه في ذلك السيوطي في (تدريب الراوي)، وعز الدين بن جماعة،
51

الصفحة 51