كتاب عبد الله بن الصديق الغماري الحافظ الناقد

والشيخ زكريا الأنصاري في (شرح ألفية العراقي)، والباجوري على (الشمائل)
وغيرهم. . . وتعريفهم هذا غير دقيق بل غير صحيح.
وخَلص السيد عبد الله إلى ان علم الحديث رواية هو: الراوي والمروي
من حيث القبول والرد. وموضوع علم الحديث دراية هو: المتن من حيث فهمه
وا لاستنباط منه.
واستند في استخلاص هذا التفريق إلى إشارات وردت عند القدماء في
أعمالهم وكتبهم كالكرماني والخطيب البغدادي الذي سفَى كتابه (الكفاية في
علم الرواية)، وهو يسير في نسق علم الحديث رواية حسب ما ذهب إليه السيد
عبد الله رحمه الله.
ثم اعترض على ما شاع عند المتأخرين في ترتيب رتب الحفظ عند
المحدثين، كما جمعها المناوي في شرحه على (الشمائل)، ونقله عنه المطرزي
- ولم تُدر له ترجمة - وهي: الطالب: هو المبتدئ. ثم المحدِّث: وهو مَنْ
تحفل روايته واعتنى بدرايته. ثم الحافظ: وهو مَنْ حفظ مئة الف حديث متناً
وإسناداً. ثم الحُخة: وهو مَنْ احاط بجميع الأحاديث المروية. ثم الحاكم وقد
تمالأ المتأخرون على نقلها دون تمحيصها.
ثم كزَ على هذه المراتب بالنقض ففال: الطالب هو المبتدئ في كل علم،
وليس خاصاً باهل الحديث، والحُخة: من مراتب التعديل لا الحفظ، وأما
الحاكم: فلا علاقة له بالحفظ ولا التعديل، بل هو لفب عائلي لبعض الحفاظ
المحدثين، منهم أبو أحمد الحاكم صاحب (الكنى) المتوفى (378 هـ) وهو
الحاكم الكبير، ومنهم أبو عبد الله محمد بن عبد الله صاحب (المستدرك)
المتوفى (5 0 4 هـ) وهو تلميذ الحاكم الكبير.
ثم قال: والواقع أن مراتب الحفظ عند أهل الحديث على الوجه الاَتي:
مسند، ثم محدث، ثم مفيد، ثم حافظ، ثم امير المؤمنين في الحديث.
52

الصفحة 52