كتاب عبد الله بن الصديق الغماري الحافظ الناقد

فالمسند: مَنْ يُعنى بالإسناد من حيث اتِّصالُه أو انقطاعُه، أو تسلسله
بصفة معينة، وإن لم يكن ذا خبرة بالمتون.
والمحدَث: من سمع الكتب الستة و (الموطأ) و (مسند الدارمي)
و (الدارقطني) و (البيهقي) و (مستدرك الحاكم)، و (مسند أحمد)، وسمع إلى
جانب هذه الكتب الف جزء حديثي، وحفظ جملة مستكثرة من المتون.
ويكفي عن الحفظ في هذا الوقت أن يراجَع أحاديث (الجامع الصغير)
مرات حتى تعلق بذهنه بحيث يستحضرُ الحديثَ منها إذا شاء، ويشتمل (الجامع
الصغير) على عشرة آلاف حديث فيه الصحيج والحسن والضعيف والموضوع،
فمَنْ أحاط بها واستحضر معانيها، وعرف مظانها مع بقية الشروط السابقة كان
محدثاً.
والمفيد: رتبة استحدثت في القرن الثالث. . . وهو مَنْ جمع شروط
المحدِّث، وتأهَل لأن يفيد الطلبة الذين يحضرون مجالس إملاء الحفاظ،
فيبلِّغهم ما لم يسمعوه، ويفهمهم ما لم يفهموه، وذلك باًن يعرف العالي والنازل
والبدل والمصافحة والموافقة مع مشاركة في معرفة العلل0
والحافظ: اختلف في تعريفه بين مشدَد ومخفَف، وأعدلُ التعريفات فيه
أنه من جمع شروطأ ثلاثة:
1 - حفظ المتون، ولا يقل محفوظه عن عشرين ألف حديث.
2 - حفظ أسانيدها، وتمييز صحيحها من سقيمها.
3 - معرفة طبقات الرواة وأحوالهم طبقة بعد طبقة، بحيث يكون من لا
يعرفه أقل ممن يعرفه، حتى إذا قال في راو: لا أعرفه، اعتبر ذلك الرإوي من
المجهولين.
ويتفاوت الحفَّاظ بتفاوت كثرة محفوظا تهم وقلَّتها. . .
53

الصفحة 53