كتاب عبد الله بن الصديق الغماري الحافظ الناقد

إن دراسة هذا العَلَم الغيور الناصح، ومعرفة مسيرته، وجهده وجهاده،
وأمثاله من العلماء، حق على الأمة، لتعرف علماءها ورجالاتها، وفد أخذت
دار القلم على نفسها التعريف بهم، وبيان أفكارهم وآثارهم، وقد الخَ عليَّ الأخ
الأستاذ محمد علي دولة أن اكتب عن السيد عبد الله ضمن السلسلة المخصصة
لذلك، فأجبتُه راجياً من الله تعالى أن اكون قد استطعت تبيان جانب من شخصيطَ
العلمية، وطرف من سيرته المرضئة، إذ عرفته عن قُرب مدة عشرين عاماً
ويزيد، وقرأت له قبل ذلك ما صدر له من كتب.
وقد جعلتُ هذا الكتاب في ففرات متتابعة، بداتها بالمولد والمنتمى، ثم
مدارج طفولته ومسالكه الأولى، ثم رحلته إلى القاهرة، وبُعدها العلمي، ثم
معاركه الفكرية، ثم بعض محنه التي تعرض لها، ثم تلامذته، ثم رجوعه إلى
المغرب وعيشه، ووفاته، ثم مؤلفاته، وختمت هذا البحث بأسانيده إلى الكتب
السبعة وصورة إجازته لي. راجياً من الله تعالى أن يتقئل هذا العمل، ويجعل
ثوابه في صحيفته، فبفضله بعدَ الله كان هذا البحث، ومن علمه المتميِّز استوى
قائمإً هذا الكتاب، كما أسأله تعالى ان يسبغ على عملنا هذا وغيره سوابغ
القبول، أجده بين يدي يوم الدين، يوم لا ينفع مال ولا بنون إ لا من أتى الله بقلب
سليم، واَخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

في سلخ ربيع الأول 425 1هـ
20/ 5/ 4 0 20 م
في 4 2 حي القدس بالقنيطرة
من مدن المغرب الأقصى
وكتبه
الدكتور فاروق حمادة

الصفحة 6