كتاب عبد الله بن الصديق الغماري الحافظ الناقد

الناس، ويضعونها في غير موضعها، ففال: الضرورة هي الحالة التي تقوم
بالشخص المضطر لا بغيره فتلجئه إلى شيء محزَم لإنقاذ نفسه، كشخص مرض
مرضاَ اقتضى بَتْر عضو منه بعملية جراحية، وكما حصل لعروة حين بترت رجله
لتسلم له بعض اعضائه، وكعسر ولادة المرأة فيشق بطنها لإخراج الجنين، ولا
تتحقق الضرورة إلا إذا كانت الحالة التي قامت بالمُضْطر ليس لها بديل، فإن كان
لها بديل فهي من قبيل الحاجة لا الضرورة، حتى ما يحصل من بعض الناس أ ن
يقترض مالاَ بالربا ليبني بيتأ يسكنه ويظنها ضرورة، وهذا خطأ؟ لأن سكن
الشخص في ملكه له بديل، وهو سكنا 5 في بيت بالإيجار. وليس من الضرورة
علاج شخص على حساب آخر، بل هذا غير مقبول ولا معقول، وهو عمل منكر.
ثم ذكر مسألة إعادة الأعضاء، أو معالجة ما تلف منها بسبب الحد
الشرعي، فقرر أن ذلك غير جا ئز، وا ستدل بثلاثة أحا د يث، وقال رحمه الله: مَنْ
تلف منه عضو بسبب غير محزَم جاز له رذُ 5 بعلاج، ومَنْ تلف منه عضوٌ بسبب
حد لم يجز له أن يرد 5، ولا يجوز لغيره أن يسعى في رد 5.
وختم البحث ببدعة ساعت في هذا العصر وهي: الإضراب عن الطعام،
وهو محرَم في الشرع تحريمأ بالغأ، ومَنْ مات من ذلك الإضراب مات منتحراً.
وهذا هو الفقه المدعم بالأدلة والحجج، القائم على التأصيل الشرعي
الصحيح، ولا يضر 5 إن خالفه كثير ممن يتصدَّرون للفتوى، أو ينساقون وراء
ا لعا طفة والمطا مع، " فآَمَا اَلرلَدفيًذْهَمب جفَآ. . . " أ الرعد: 7 1).
5 - الفوائد المقصودة في بيان الأحاديت الشاذة المردودة (1):
وهو كتاب يدل على إمامته في علوم الحديث والنقد، وتض! عه في
(1)
للسيدة فدوى بنكيران، بحث بعنوان: تضعيف الحديث بالشذوذ عند الحافظ
أبي الفضل سيدي عبد الله بن الصدَيق من خلال كتابه: الفوائد
المقصودة. . .، وقد قدمته للتخزُج في الإجازة بقسم الدراسات الإسلامية
بكلية ا لاَداب والعلوم ا لإنسانية بالربا! عام (0 2 4 ا هـ- 9 9 9 1 م) بإشرافنا.

الصفحة 61