كتاب عبد الله بن الصديق الغماري الحافظ الناقد

المعرفة الإسلامية وحرصه على خدمة الكتاب والسنَة.
وقد أودع في هذا الكتاب ثلاثة وأربعين حديثاَ دلَل على أنها شاذة لا يعمل
بها، وقال: نعني بالشذوذ: مخالفة الحديث لما تواتر، أو للقواعد المقزَرة،
وقال بعد أن ذكر تعاريف المحدَثين للشاذ: والشاذ الذي ذكرته في هذا الجزء،
منه ما خالف القراَن، ومنه ما خالف الحديث المتواتر، ومنه ما خالف
الإجماع، ومنه ما خالف قاعدة من القواعد المقررة.
وقد نهى العلماء عن رواية الشاد من الحديث. واعتبرها أنموذجاَ يمكن
الاهتداء به، وهذا يسلك في بيان المحدثين للصحيح والضعيف في السنَة النبوية
وخدمتهم لها، وقد توالى عملهم هذا عبر القرون، حتى لا يتعلق بها أحد من
الملحدين أو الضالين فيطعنوا في السنَة كلها كما حصل ويحصل عند هؤلاء
الفملأل.
وفي ختام هذا الكتاب، قال: إن الحفَاظ كتبوا في الأفراد والغرائب من
الأحاديث، ولكن لم يكتب أحد منهم في الأحاديث الشاذة فيما أعلم، وهذا
الجزء اول ما كتب في هذا الموضوع.
وهذ 5 الأربعون والثلاثة الأحاديث منها ما هو متعلق بالعقائد، ومنها ما
هو متعلق بالعبادات، ومنها ما يتعلق بالطلاق وبالذبائح، والقراَن وغير ذلك.
وخطته رحمه الله انه يأتي بالحديث، ويذكر مَنْ اخرجه من الأئمة
المصنمين، ثم يذكر أن هذا الحديث شادٌ لا يجوز العمل به، ويذكر وجو5
شذوذه من مخالفته للمتواتر أو مخالفته للاَيات، أو مخالفته للإجماع، أ و
مخالفته للأحاديث الصحيحة، أو لضعفه من قبل رواته، أو لانقطاعه وإرساله.
وقد ظهرت قوة عارضة السيد عبد الله رحمه الله تعالى في هذا الكتاب
وسعة افقه، واستحضاره للنصوص الفرآنية والأحاديث النبوية، والقواعد الثابتة
في أصول الدين، واصول الفقه والفطنة التي تدرك التعارض بين النصوص،
وسأقتبس بعض الأمثلة من هذا الكتاب النفيس المتميز:
62

الصفحة 62