كتاب عبد الله بن الصديق الغماري الحافظ الناقد

قال رحمه الله: الحديث الأول عن معاوية بن الحكم السلمي قال: كانت
لي غنم بين أُحُد والجوانية فيها جارية لي، فأطلقتها ذات يوم، فإذا الذئب قد
ذهب منها بشاة، فأسفت فصككتها، فأتيت النبي لمج!، فذكرت ذلك له، فعظم
ذلك علي، فقلت: يا رسول الله أفلا اعتقها؟ قال: " ادعها "، فدعوتها، فقال:
"أين الله؟! قالت: في السماء، قال: " من أنا؟ " قالت: أنت رسول الله، قال:
"أعتقها فإنها مؤمنة ". رواه مسلم وأبو داود والنسا ئي وغيرهم.
الحديث شاذ لا يجوز العمل به وبيان شذوذه من وجوه:
مخالفته لما تواتر عن النبي لمج! أنه كان إذا أتاه شخص يريد الإسلام، سأله
عن الشهادتين، فإذا قبلها حكم له بإسلامه.
وفي (الموطأ) عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن رجلاً من
الأنصار جاء إلى رسول الله -لجيو بجارية سوداء، فقال: يا رسول الله عليئَ رقبة
مؤمنة، ف! ن كنت تراها مؤمنة اعتقها، فقال لها رسول الله! م: " أتشهدين أن لا
إله إ لا الله؟! قالت: نعم.
قال: "اتشهدين أن محمداَ رسول الله؟ " قالت: نعم.
قال: "أتوقنين بالبعث بعد الموت؟ " قالت: نعم.
فقال رسول الله! يو: "أعتقها".
وهذا هو المعلوم من حال النبي عيَه! ضرورة.
وجاء حديثان مخالفان لحديث معاوية يؤكدان شذوذه، فروى البيهقي في
(السنن) من طريق عون بن عبد الله بن عتبة، حدثني أبي عن جدي قال: جاءت
امرأة إلى رسول الله ع! بأمة سوداء، فقالت: يا رسول الله إن عليئَ رقبة مؤمنة
اتجزكئى عني هذه؟ فقال رسول الله لمجم: "مَنْ ربك؟ "، قالت: اللّه ربي، قال:
"أفتصلين الخمس، وتقزين بما جئت به من عند الله؟ " قالت: نعم، فضرب ك! م
على ظهرها، وقال: "اعتقها".
63

الصفحة 63