كتاب عبد الله بن الصديق الغماري الحافظ الناقد

وقول بعضهم: يا حُنَثن يا رب بتصغير حنّان، وهذ! حرام، لأن أ سماء اللّه
لا يجوز تصغيرها.
وقولهم: سخرية القدر، أو القدر الساخر، أو القدر أعور أو المكتوب
أعور، وكقول بعضهم: فلان - لزعيم او مشهور - عمل ما لم يعمله الأنبياء،
وهذا كفر.
أو قولهم: فلان أتى بما لم يأتِ به النبي! ه، وهذا كفر قبيج وكذب.
وتفَم هذا البحث بقوله: الجهل في العبادة لا يعذر صاحبه، عند المالكية،
فالجاهل كالمتعفَد، وأ ئد قولَه بنص من فروق القرافي، وهو الرابع والتسعون،
فقال: ضابط ما يعفى عنه من الجهالات، الجهل الذي يتعذر الاحتراز عنه
عادة، وما لا يتعذر الاحتراز عنه، ولا يشق لم يعف عنه. . .
وقد حكى الغزالي الإجماع في (إحياء علوم الدين)، والشافعي في
(رسالته) حكاه أيضاً: في أن المكالَف لا يجوز له أن يُقدم على فعل حمَى يعلم
حكم الله فيه.
وخلص إلى قوله: الجهل الذي لا يكون عذراً سببه أمران:
أحدهما: وضوح دليله وشهرته بين الناس، بحيث يكون خَفَاؤه على
الجاهل به في غاية البعد، وهي من الأول إلى الخامس عشر.
والاَخر: الجهل الذي لا يتعذر الاحتراز عنه.
وهو بحث مهم جداً على وجازته، وخاصة في وقتنا هذا.
8 - بع ا لتفاسير:
وكان هذا الكتاب مما فتح الله به عليه في ظروف السجن العصيبة، وقد
قال رحمه الله في خاتمته: "وقد كتبناه في ظروف توالت علينا بالهموم
والاكدار، وقضت بتشريد العقل وتشتيت الفكر، مع عدم الصديق الموافق
73

الصفحة 73