كتاب عبد الله بن الصديق الغماري الحافظ الناقد

والزمان المواتي، مما يتعذر مع وجود بعضه إنشاء خطاب عادي، فضلاً عن
تأليف كتاب مستقل في موضوع مبتكر لم يوجد إ لا امثلة منه. . .
وقد وفقه الله تعالى إلى وضع قواعد ضابطة لعلم التفسير، نثرها خلال
بيان بدع بعض المف! رين ومخالفتهم لها، فجاء كتاباً فريداً في بابه، أثر في
الدارسين، وما زال يؤثر.
لقد ظهر في هذا الكتاب رسوخ السيد عبد الله في علوم الإسلام،
وشجاعته في قول الحق إذ سمى الأشياء بمسمياتها، وذكر المخطئين والخاطئين
ممن تعاطى علم التفسير من المعاصرين والأقدمين.
قال رحمه الله تعالى: "ولم أقصد بهذا المؤلف التفاسير المخطئة
والخاطئة، ف! ن ذلك غير متيشر لي الاَن، وإنما قصدت ذكر مثل تكون نموذجاً
لما لم يُذكر وعنواناً عليه!.
وذكر من تفاسير الأقدمين عدداَ غير قليل، ومن تفاسير المعاصرين:
(المصحف المفسر) لمحمد فريد وجدي، و (اوضج التفاسير) لمحمد عبد الله
الخطيب، وتفسير ابي زيد الدمنهوري، وتفسير عبد الجليل عيسى، وأعمال
محمود شلتوت في التفسير، وقصص الأنبياء لعبد الوهاب النجار، وذكر نماذج
لانحرافهم في التفسير وفهم القرآن 0
وقدَم بين يدي ذلك بفوائد، ومما قال: ألفاظ القرآن الكريم والأحاديث
النبوية الشريفة لها حالتان:
1 - ان يمتنع حملها على المجاز؟ وهي نوعان:
آ - أن تكون متعلقة بالتوحيد والإيمان؟ مثل سورة ا لإخلاص والكافرون،
والنصر، وآية المواريث، وسائر آيات الأحكام، فهذه تُحمل على حقائقها
الشرعية، فإن لم يكن لها حقائق شرعية، حُملت على الحقيقة اللغوية. فدخول
المجاز على هذا النوع ممتنع، لأنه ينافي الغرض من التكليف، ويؤدي إلى
مفاسد عظيمة أعظمها تعطيل الشريعة.
74

الصفحة 74