كتاب عبد الله بن الصديق الغماري الحافظ الناقد

وتجويز الشيخ زكريا الأنصاري إطلاق المعرفة في حق الله لو ورد ذلك
يقال عليه: لا يكفي الورود، بل لا بد من الثبوت، ولم يثبت في إطلاقها على الله
تعالى حديث صحيح.
وكان رحمه الله يأتي بأمثلة على هذه الشذوذات ومخالفة الضوابط لفهم
الاَيات، وينثر ذلك بأوجز كلام وأدق عبارة.
ثم ختم هذا الكتاب النفيس بتقويم عدد من التفاسير بلغت اثنين وثلاثين
تفسيراَ، بدأها بتفسير الطبري، وختمها بتفسير القاسمي (محاسن التأويل) وبئن
أهمية كل تفسير، وما هي منافذ الضعف فيه. ثم ختمه بترجمةٍ موجزةٍ لنفسه
رحمه الله.
9 - جواهر البيان في تناسب سورالقراَن:
وهو كتاب فدٌ في موضوع جليل، لم يعرض لهذا الباب إلا قلة من
النابهين أولي الألباب، فقد عُني العلماء بفنون القراَن الكريم وعلومه، كتفسيره
! اعرابه، وقراءاته، واحكامه وتجويده، وقصصه، وغير ذلك، إلا أن هذا
الباب لم يخصه بالتأليف سوى ابن الزبير الغرناطي، والبقاعي والسيوطي، وإن
كان بعض المفشرين قد ذكر إشارات من ذلك كالرازي، وابن العربي،
والزمخشري، وقال رحمه الله: اول من أفرد هذا النوع بالتأليف - فيما أعلم-
العلأَمة أبو جعفر بن الزبير الأندلسي شيخ العلأَمة أبي حيان، ألَف كتاباً سماه:
(البرهان في مناسبة ترتيب سور القراَن)، ثم كتب الحافظ السيوطي كتابه:
(تناسق الدرر في تناسب السور)، لخصه في كتابه (قطف الأزهار في كشف
الأسرار).
وكتابي هذا ثالث كتاب في هذا العلم الشريف، الهمنيه الله وله الحمد
والمثة، وهو ثلاثة أنواع:
أحدها: تناسب بين السورتين في موضوعهما، وهو الأصل والأساس.
80

الصفحة 80