ثانيها: تناسب بين فاتحة السورة والتي قبلها كالحواميم.
ثالثها: مناسبة فاتحة السورة لخاتمة ما قبلها، مثل: "وَإِدبَرَ أفَجُو!! هو
1 الطور: 9 4)، " وَآلشوِ اذا هَوَى " أ النجم: ا)، " نَجَعَلَهُتم كَعَقحفٍ فَآ! ولى! ه
1 ا لفيل: ه)، " لِإيئَفِ قُزَديثيى " أ قر يش: 1).
ويوجد نوع رابع من المناسبة، وهو مناسبة فا تحة السورة لخاتمتها، أراد 5
السيوطي بالتأليف، وكتب فيه جزءاً صغيراً أسما 5: (مراصد المطالع في تناسب
المقاطع والمطالع)، ويدخل في هذا النوع: ردُ العجز على الصدر، وهو من
المح! نات البديعية، وسَنُنَئه على شيء من ذلك في محله من هذا الكتاب.
وكان قد قذَم بين يدي ذلك بمقدمة حول تسمية القران والسورة، وأن
السورة قد يكون لها اسم واحد، وقد يكون أكثر من ذلك، وذكر طرفاً من أسماء
السور، ثم تحدث عن ترتيب السور: هل هو توقيفي من الشارع أو إصطلاحي
من الصحابة؟.
ثم بئن مناسبة ابتداء القرآن الكريم بالفاتحة، وذكر ما اشتملت عليه من
معاني عظيمة، ومقاصد سامية لخصها في سبعة مقاصد، وهي إجمال ما فصَّله
القرآن الكريم. . . ومناسبة اخرى للابتداء بها تلك هي برإعة الاستهلال، وهي
إشعارُ المتكفم في مُفْتتًح كلامه بما يريد أن يفيض فيه، ولا شك أن من تدئر
الفاتحة وتأمَّل معانيها، اشعرته بالمعاني التي فصَّلتها السور بعدها.
ومن المناسبات للابتداء بها، انَّ الله أرشد عباد 5 إلى ابتداء مهام أمورهم
بحمد 5 تعالى، والثناء عليه سبحانه، ومن هنا قال العلماء: ينبغي افتتاح الأمور
المهمة بالحمد تأسياً بصنيع القراَن العظيم، وذلك مثل خطبة الجمعة والعيدين،
وخطبة النكاح. . .
ثم تابع بيان مناسبات السور ببعضها، وتخلل ذلك فوائد هامة،
وملاحظات مفيدة قيمة، من ذلك فوله: لو وضعت الفاتحة بجانب أي سورة
لناسبتها بوجه من الوجو 5، إذ ما من سورة إلا وفيها تفصيل لبعض ما أجملته
81