كتاب عبد الله بن الصديق الغماري الحافظ الناقد

ومن هنا تدرك خطأ بعض المقرئين الذين ينتقلون من سورة إلى غيرها غير
مراعين ذلك. . . إلخ.
لقد أودع السيد عبد الله في هذا الكتاب أفكاراً رائدة، واَراء شاهده على
مكانته العلمية الرفيعة التي أثّرت في معاصريه، وتبخى تؤثَر في الأجيال للاضقة
إن شاء ا، ولا يستطيع باحث جادٌ أن يتجاهل هذه الأفكار، أو يحيد عن النظر
فيهث.
0 1 - التحقيق الباهر في معنى الإيمان بال! ه واليوم الاَخر:
هي رسالة ردَّ فيها على مبتدع أزهري (1) - كما قال رحمه الله - كتب في
مجلة (صوت أمريكة)، مقالاً زعم فيه أن الإيمان المنجي يوم القيامة هو الإيمان
باللّه اليوم الاخر، وأن الإيمان بالنبي لمج! ليس بواجب، واستخلص من ذلك أ ن
اليهود والنصارى مأجورون يوم ا+قيامة، لأنهم يؤمنون باللّه واليوم الاخر
كالمسلمين، استدلالا بقول اللّه عز وجلّ في سورة البقرة: " إِنَ ألَّذِينَ ءَامَنُوا
وَاَنَذِيى هَادُوأ وَاَلحصنَهَرئ وَاَلفَنئينَ حَمن 0 امَنَ بِاَللَّهِ وَاَليَؤهألآَخِرِ وَعَمِلَ صنحًا ظًهُئم
اَضهُمْ عِندَ رَبهِصْ وَلَاخَؤي عَلَضهخ وَلَا هُمْ يَحْزَ! ؤُتَ" 1 ا لبقرة: 2 6).
قال رحمه الله: فجهل معنى الإيمان في عرف الشرع، وحزَف الاية عما
أراده الله منها، وعمي عن اَية اخرى يفسِّرها، وخرج عن دينه آخر الأمر. . .
ثم بثن معنى الاَية الكريمة وما ذهب إليه المفسِّرون، ابن كثير، وابن
جُزَيّ، والبيضاوي، والجلالان، وغيرهم، وأثبت أن الاية الكريمة بعيدة كل
البعد عما ألصقه بها ذلك المبتدع المأجور، وأن أحداً من العلماء لم يسبقه إلى
هذا القول الذي شذ به عن جماعة المسلمين، واتبع سبيل غير المؤمنين.
ثم قرَّر الأمر بقوله: إن ا لإيمان حقيقة شرعية، متركَبة من أجزاء بئنها النبي
لمجي!، في جواب سؤال جبريل عليه السلام حيث قال: الإيمان، أن تؤمن باللّه
(1)
هوالشيخ محمود شلثوت، كما مزَ ص (1 2).

الصفحة 85