زمانها ومكانها، ولا تزال! الحاجة إليها، بل هي اليوم إليها أمس، فما أجدر كل
مسلم أن يقرأها ويعيها.
1 1 - فتح المعين بنقد كتاب الأربعين:
وكتاب الأربعين في دلائل التوحيد لأبي إسماعيل الهروي طبع سنة
(4 0 14 هـ)، ذكر فيه مصنفه أحاديث في الصفات، وبالغ في الإثبات إلى حد
التجسيم والتشبيه، وقد وصفه بذلك غير واحد، وأنه يجهل علم الكلام.
وقد تتبعه السيد عبد الله في أكثر من عشرين باباً، فأتى بنفائس وغرر من
علم العقيدة والتوحيد، وضوابط التأويل لأحاديث الصفات، بما تثد عليه يد
الضنانة، ويحرص عليه أهل النباهة والفطانة، فأحاديث الصفات كانت ولا
زالت معتركاَ للفحول! الكبار من أرباب الطوائف والفرق، فقزَبها الحافظ السيد
عبد الله بكلام فَصْل، وراي واضج جزل!، ومنهج لاحب عَدْل!، فلله دره إذ جمع
الكثير في القول! الوجيز القصير، واثبت لمن قرأ هذا البحث أنه راسخ في علم
الأصلين: الكتاب والسنَة، والفروع واللغة، قال! في المقدمة:
الفروع الفقهية المتعلقة بالعبادات والمعاملات مبنية على الظن - واليقين
فيها قليل - ولذلك حصل الخلاف فيها بين الصحابة والتابعين وأئمة المذاهب،
وكان فيهم المخطئ والمصيب، ولم يضلل احد منهم مخالفه إذ أخطأ، بل
يعتقدون أنهم جميعاَ على هدى وسنة.
اما التوحيد فالأمر فيه يختلف، لأن اليقين من مسائله مطلوب حتماً،
خصوصاَ ما يتعلق بصفات الله، فلا يجوز ان تثبت له صفة إ لا بشروط:
آحدها: التصريح بها في اَية أو حديث مقطوع به.
ثانيها: ان لا يدخلها احتمال! المجاز أو التاًويل.
ثالثها: أن لا يكون من تصزُف الراوي إذا جاءت في حديث.
87