أبي بكر بن العربي، وابن الجوزي، والسبكي. . .
وختمه بفائدة من الغرر، بل بفريدة من فرائد الدرر حين قال: للكلام
العربي معاني أوائل، ومعاني ثوان، فالأوائل في الحقائق المجردة بدون زيادة
عليها، والثواني هي المعاني الزائدة على الحقائق مثل المجاز المرسل
والاستعارة بأنواعها والكناية والتشبيه، والتعريض والتأكيد، والفَصْل والوصْل
وغير ذلك مما تكفَّل ببيانه علم البلاغة.
واللغة العربية لها من هذه المعاني الثواني الحظ الأوفر، والنصيب
الاكبر، ولهذا كانت أفصح اللغات، وأوسعها دائرة، وكان العرب أمراء
الكلام، وملوك البيان، استعملوا هذه المعاني في خطبهم وأشعارهم، وتناقلتها
عنهم الرواة جيلاً بعد جيل.
ثم جاء القراَن الكريم والحديث الشريف على أسلوب اللغة العربية في
نواحيها المختلفة. . . فالذين يحاولون أن يجردوا القرآن والسنَّة من هذه
المعاني الزاخرة باللطائف والطرائف، ليتوصَّلوا إلى غرضهم في إثبات صفات
لثه تعإلى تشبه صفات المخلوقين، او تُوهِمُ تشبيهاً بها، إنما يحاولون عبثاً
محالاً. . .
2 1 - حسن التفهم والدرك لمص لة الترك:
وهي رسالة في مبحث أصولي دقيق وجليل، اتَكأ عليه بعض
المعاصرين، فحلَل وحرَّم، بناء على أساس خاطئ، وقال رحمه اللّه:
نقصد بالترك الذي ألفنا هذه الرسالة لبيانه، أن يترك النبي! سو شيئاً لم
يفعله، أو يتركه السلف الصالح من غير أن يأتي حديث، أو أثر بالنهي عن ذلك
ا لشيء المتروك يقتضي تحريمه أو كراهته. . .
وقال: إذا ترك النبي! شًي! شيئأ فيحتمل وجوهاً غير التحريم:
1 - ان بكون نركه عادة: قُدِّم إليه! يًخجيه ضمت مشوي فمدَ يده الشريفة ليأكل
89