حكم دعاء ونداء الموتى من الانبياء والأولياء والصالحين)، طالعته فإذا هو على
ما وصفت من حال كتبهم وأشد، فمن ركَة العبارة، إلى جهل مُطْبق، ومن
تحريف في تأويل النصوص لتوافق الغرض، إلى رد للأحاديث الصحيحة التي لا
تلالْم المزاج. . . فألفت هذه الورقات، بئنتُ بها عُوار ذلك الكتاب، وما حو 51
من اباطيل واوهام، دفعني إلى تأليفها الغيرة الإسلامية، وحب الدفاع عن
الاحاديث النبوية. . .
وبدا يتتبع ذلك الكتاب في مباحثه وجمله، وغاياته ومقاصد 5، تتبّع عالم
راسخ، ومحدث مكين، وجمع اطراف هذه المسألة ودققها، وبئن مَنْ عارض
فيها من المتقدمين والمتأخرين كابن تيمية، وبئن ضعف ماَخذ ابن تيمية وتهالك
المعاصرين، وتتئع اصل هذه المسالة من عهد الصحابة والسلف الصالج إلى
المتأخرين كالسبكي والشوكاني والاَلوسي مروراً بمذاهب الأئمة الأربعة مالك
وأبي حنيفة والشافعي وأحمد، وختم الكتاب بتحرير مباحث شغلت ولا تزال!
تشغل الناس، كمسألة اتخاذ المساجد على القبور، وسماع الموتى للأحياء،
وحياة أهل القبور، وحياة الأنبياء في قبورهم، ورد النبي! ييه سلام مَنْ يُسلِّم
عليه، وقراءة القراَن للموتى ووصول ثواب هذا القراَن إليهم، وما جرى بين
الناس من إهداء الفاتحة للنبي ع! ي!.
وفي طئات هذا الكتاب من التدقيق والتحقيق في الحديث والأصول!
والعقائد والتفسير والفقه وغيرها، ما هو جدير بعَدَ السيد عبد الله بن الصديق من
العلماء الذين يُسامون الأوائل ا لكبار.
ومن ذلك قوله: اصطلح اهل الأصول - وإليهم المرجع في هذا الباب -
على تخصيص وصف العالم بالمجتهد، وكذا الفقيه، وهم في اصطلاحهم
آخذون من السلف، فإنهم كانوا لا يوقعون وصف العالم أو الفقيه إلا على
المجتهد، أ ما المقفَد فلا يسمى عندهم عالماً باتفاق، ولا فقيهاً كذلك.
وكذلك الأحاديث الواردة في فضل العلماء، وليس المراد بها إ لا ا لمجتهد ين
93