اقوى من دلائل كثير من المسائل الفقهية، بل لو تتبعت كتب الفقه لوجدت
الأئمة اخذوا في كثير من الأحكام بأحاديث ضعيفة، والتوسل فيه من دليل ما هو
صحيح، وما هو حسن، وما هو ضعيف، فلا معنى للتوقف في مشروعيته مع
هذا.
وختم الكتاب بنصيحة وبيان يدكُ على إنصافه وغيرته على الحق وحرصه
على سلامة عقائد المسلمين فقال رحمه الله: رايت آن آقوم بواجب النصيحة
فأنبه على ما شاع بين كثبر من الناس في توشُلاتهم وزياراتهم للاولياء، فقد
توشَعوا في ذلك نوسعاً غير مرضيئً، وخرجوا عن الحد المشروع، وفاهوا بألفاظ
منكرة مثل: يا سيد اشفني، سقت عليك النبي، الشكوى لأهل البصيرة
عيب 0. . إلى ألفاظ من هذا القبيل ظاهرها يقتضي الكفر، مع ما ينضمُّ إلى ذلك
من تقبيل العَتَبات والأبواب والتمشُح بالحديد والخشب، والدخول إلى الضريح
على هيفة الراكع أو الساجد، مع تكتيف الأيدي خلف الظهر، وهذا ممنوع غير
معروع، والأولياء آنفسهم لا يرضون به، بل يتأثَمون من فعله، ويتبرَّؤون من
فاعله، وليت الأمر اقتصر بالمتوسلين عند هذا الحد من المنكرات القبيحة،
ولكنهم زادوا الطين بلة فتوشلوا بالكفار اعداء الله ورسوله، فتراهم يذهبون إلى
ا لأمير تادروس بكنيسة حارة الروم لطلب الحَبْل وقضاء الحوائج، ويذهبون إلى
العريان في دير بطرة، وله مولد كل عام، ترتكب فيه الفواحش والمنكرات؟ ا!.
فيا ايها المسلم الشحيح بدينه الحريص على حفظ عرضه وكرامته، عليك
ان تتجئب تلك الموبقات المنكرات، وتُجئبها أهلك وعشيرتك وإخوانك،
واقتصر في زيارتك وتوشُلك على الجائز المشروع، و ح كل لفط مُوهم، وكل
تعطيم يودي بك إلى المحظور الممنوع كتقبيل وتمسج وسجود وركوع، ولا
تذهب إلى قبر كافر في دير كان أو في كنيسة، ولا تصدق ما يقال من كرامات،
واعتقد أن ذلك كله كذب وجهل وخرافات، فإن صجَ لك شيء منه بالمشاهدة
والعيان، فاعلم أنه من فعل الشيطان، واعلم أن الخوارق تحصل على يد الفجَرة
الكفرة للاستدراج: " سَنممَتتَدرِجُهُم مِن جثُ لَا ئقلَمُونَ " أ الأعراف: 182)،
95