كتاب عبد الله بن الصديق الغماري الحافظ الناقد

الجرم. . . ورايت أن أحرّر رسالة في بيان العلامات التي يكون وجود شيء منها
في معصية مُؤْذناً بأنها كبيرة، وهذا بحث مهم يجهله كثير من اهل العلم، ولم
يكتب فيه قبل اليوم كتاب خاص به، وقد ألَف العلماء في الكبائر، وذكروا بعض
أماراتها واختلفوا في بعضها الاَخر، لكنهم لم يستوعبوا ولم يقاربوا، وأنا أريد
بحول الله أن أستوعب الأمارات بقدر استطاعتي، وحسب اطلاعي بحيث لا
يفوتني منها إ لا ما طغى عليه النسيان. . .
ثم ذكر مذاهب العلماء في التفريق بين المعاصي إلى صغائر وكبائر، وكم
هو عدد الكبائر، وذكر مَنْ خاض في ذلك من العلماء وأتى بقوله، ومن عزَف
الكبائر وقال: وأرى أن أحسن تعريف قول الإمام البارزي في شرح (الحاوي):
التحقيق أن الكبيرة كل ذنب قُرن به وعيد، او لعنٌ بنمق كتاب أو سنَّة، أو علم أ ن
مفسدته كمفسدة ما قُرن به وعيدٌ أو حد او لعن، أو أكثر من مفسدته. فقد ضئم
هذا التعريف الكبيرة. وبعد تحرير اقوال السابقين في هذه المسألة قال رحمه
الله:
اعلم أن الشارع نصبَ علامات يعرف بها كَوْن المعصية كبيرة، وتلك
العلامات كثيرة منتشرة في آيات من القراَن الكريم، وأحاديث من السئة
المطهرة، ثم تتبعها من الاَيات والأحاديث، فعدَ منها خمساً وأربعين علأَمة،
ومئل لكلّ واحدة منها ففال:
ايجاب الحد على المعصية، ويدخل تحته عدة كبائر: ا - قتل المؤمن
عمداً، 2 - الزنا، 3 - القذف، 4 - السرقة، 5 - شرب الخمر، 6 - اللواط. . .
ومنها: تسمية المعصية كبيره، أو اكبر الكبائر، وذكر لذلك ستة أنواع.
ومنها: وصف المعصية بانها مُوْبِقَه*0
وصفها بأنها من عمل الشيطان.
ووصف فاعلها بأنه فاسق.
97

الصفحة 97