كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين
الإسلام) لاستكمال ما بداه الشيخ السيد محمد الخضر حسين التونسي من
تفسير للقرآن في هذه المجلة، وكان السيد الخضر قد وصل إلى تفسير قوله
تعالى: "! يَمئلُونَكَ عَنِ ألأَهِفَهَ تُل! مَوَقِيتُ لِلتَاسِ " 1 البقرة: 189)،
واستجاب لهذه الدعوة، وقام بتفسير القرآن إلى أن وصل إلى قوله تعالى:
"! وَجمندَهُ مَفَاتِحُ اَلغَييِ " أ الأنعام: 59)، ثم حيل بينه وبين الكتابة في هذه
المجلة. ووضع في نفسه أن يفسر القرآن كاملاَ، فبدأ بتفسير القراَن الكريم من
اوله إلى ما وصل إليه التونسي، ثم استأنف بعد ذلك تفسير قوله تعالى؟
"! وَجمندَهُ مَفَاتِحُ اَلغَتم! " أ الأنعام: 9 5) وما بعدها (1).
وكان من المقرر أن يكتب مقدمة لهذا التفسير يبين فيها نزول القرآن
منخماَ، وجمعه في عهد الشيخين ابي بكر وعمر رضي الله عنهما، وجمعه في
عهد ذي النورين، وبيان إعجازه ووجوه ذلك الإعجاز، وعن قصصه وعلومه
وجدله بالتي هي أحسن، وعن مناهج تفسيره وترجمته والغناء به. فاستغل فترة
منعه عن الكتابة في الصحف والمجلات والاتصال بالطلاب؟ فبدأ كتابة هذه
المقدمة، ولكن البحث اتسع وتشعب ووجد نفسه قد كتب كتاباً كبيراً في ذلك
سماه: (المعجزة الكبرى القرآن) فهذا الكتاب دمان كان مقصوداَ بالجوهر
والذات هو ايضاَ مقدمة للتفسير، ويغني عن كتابة مقدمة جديدة (2). وبعد هذه
المقدمة استمر في تفسير القراَن الكريم، وكان يؤخر طباعته إلى ما بعد إ تمامه،
ولكن المنية عاجلته قبل ان يكمل تفسير القرآن. وأخيراَ قامت مكتبة دار الفكر
العربي بنشر هذا التفسير في سبعين جزءاَ، جُمعت في عشر مجلدات وسمته:
(زهرة التفاسير).
ولم يقتصر دور الشيخ على كتابة التفسير والمقدمة، وإ نما شإرك في لجنة
(1)
(2)
مقدمة تفسير زهرة التفاسير، للشيخ: 1/ 4 1.
المصدر السابق نفسه.
101