كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

النبوة فلا يصح لمسلم ان يثير العجاجة من الشك حولها. ولكئهم (يقصد الذين
يتهجمون على السئة) يقولون: إن هذه المجموعات الضخمة من الأحاديث
المنسوبة للرسول بًئِ اختلط فيها الغث بالسمين، والحق بالباطل، فهلأ
نقيناها، وكشفنا الغطاء بالفحص والتمحيص لتمييز الخبيث من الطيب، وما هو
حجة للأسلام وما هو حجة عليه؟ اليس من حق هذا العلم النبوي ان يخدم بإزالة
ما قد يشوه حقيقته، او يخفى بهاء5 ورونقه، أو يدفع بعض الناس إلى الزيغ بعد
الهدى؟. . ذلك كلام ظاهره فيه الرحمة والحق، وباطنه فيه الباطل، ذلك أ ن
الذين يثيرون حول تلك المجموعات من السثة فريقان:
فريق ظهر مروقه من الدين مروقَ السهم من الرمية، واولئك يدعون إلى
ترك السئة جملة لهذه الريب التي يثيرونها.
والفريق الثاني من هؤلاء: لا يظهرون إنكار حجية السنَة، ولكنهم
يكثرون من التشكيك فيها وفي الرواة، ويذَعون أنهم يريدون تنقيتها" (1) هذا
بالإضافة إلى انَ السئة بيان للقراَن الكريم ومفتاح ابوابه، فهي والقراَن متلازمان
لا ينفصل احدهما عن الاَخر، كما لا ينفصل المبين عن موضوع البيان، ولا
المفصل عن موضوع الإجمال، ولا الجزئي عن الكلي؟ فالقراَن كلي هذه
الشريعة، والسئة مبينة جزئياتها. هان الذين ارادوا بالإسلام سوءاَ لم يستطيعوا
ان ينالوا من القراَن ذاته؟ لأنه محفوظ بحفظ الله، ولكنهم ظنوا انهم يستطيعون
ان ينالوا من الإسلام إذا نالوا من السئة (2).
وقد سلك الشيخ رحمه الله في الأخذ بالسئة منهجاً علمياً يتلخص
فيما يلي (3):
(1)
(2)
(3)
السنه علم النبوة، للشيخ، مجلة حضارة الإسلام، عدد (5) 967 1 م، ص 4 2.
تقديم الشيخ آبو زهرة لكتاب السنه النبوية ومكانتها في التشريع، لعباس متولي
حمادة، ص 3.
المنهاج المستقيم، للشيخ، لواء الاسلام، عدد (1 1) 964 ام، ص 658؟ =

الصفحة 104