كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين
البعض أن هذا الحديث يخالف ما قرره الأطباء من حمل الذباب لجراثيم
الأمراض الخطيرة وخصوصاً في أيام تغشى الأوبئة، فينبغي رده. لكن ما قرر 5
هؤلاء لي! متفقاَ عليه، فهناك عدد من الأطباء يرون ان الحديث سليم كل
السلامة، بل إنه من دلائل النبوة، فلا نستطيع رده.
بر-السنه في مجموعها حق لا ربب فيه، لا يجوز التشكيك فيها ولا في
كتب الصحاح: كالبخاري، ومسلم، كما لا يجوز التشكيك في احاديث
الاَحاد؟ لأن هذا يؤدي إلى تعطيل الأحكام الثرعية.
د - السنَهَ تقبل النسخ بالقراَن وببعضها في حياة النبي ع! يو، فلا يصج إدعاء
النسخ بعد وفاة النبي لمجرو.
3 - علم الكلام والجدل ومقارنة ا لأديان:
عزَف ابن خلدون علم الكلام بانه: "علم يتضفَن الحجاج عن العقائد
الإيمانية بالأدلة العقلية، والرد على المبتدعة المنحرفين في الاعتقادات عن
مذهب السلف واهل السنَهَ" (1). واعتبره الشيخ أبو زهرة من علوم الخاصة
الضالعين في علوم الثريعة الإسلامية (2) فلا يصج لعامة الناس أن يخوضوا فيه،
حتى لا يضلوا، وقد ألَف الغزالي في ذلك كتاباَ قئماً سماه (إلجام العوام عن علم
الكلام). وقد حدد فيه ما يجب على العامة أن يعلموه من العقيدة، وما يجب ألاّ
يخوضوا فيه، بل ما لا يصج أن يخوضوا فيه؟ لأن له أداة لا يعلمونها، ولي!
لهم أن يتفرغوا للعلم بها. ولهذا العلم رجال ليسوا جميعاَ في صفهم.
ومما لا شك فيه أن الشيخ كان من رجال هذا العلم، حيث تولى الرد على
المبتدعة والمنحرفين والمشوهين للحقائق الإسلامية فهو يقول: " وما كان لنا
(1)
(2)
المقدمة لابن خلدون، ص ه 3 0 1.
المنهاج المستقيم، للشيخ، لواء الإسلام، عدد (6)، 4 96 ام، ص 339.
106