كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين
ان نترك الباطل يتكلم ويهاجم، ونلتزم الصمت العميق أو الظاهر، فإن هذا ليس
من ديننا، ولا من اَدابه، فإ ن الله سبحانه وتعالى يقول: " فَمَنِ اَغتَدَى عَيبهُغ فَاَغتَدُوا
يَخَو بمِثلِ مَا أغتَدَى عَيكغ " ا البقرة: 4 9 1)! (1)، وما دخل رحمه الله في معركة مع
المنحرفين إ لا وحقق الانتصار عليهم، ورد كيدهم في نحورهم وأفحمهم، كما
يقول: "لنترك المنحرفين في غئهم يعمهون، وقد سكتوا عن الكلام في الإسلام
بعد ان رُد كيدهم في نحورهم، وبعد ان رأوا أن السبيل للهدم غير معبد، وأن
الجو الذي ظنو 5 يلائمهم ويمكن ان تعيش فيه جراثيمهم، وينبت فيه زرعهم
الخبيث قد تغير عليهم، واصبج ذا شمس مضيئة تبدد ما اشإعوا من ظلمات،
وما نشروه من انحرافات " (2).
ويعتبر الشيخ ابو زهرة علمَ الكلام أنشأته ضرورة الدفاع عن الإسلام
وحقائقه، ولا بد من دراسته في المعاهد المتخصصة بعلم الإسلام لاعتبارات
متعددة.
الأول: أنه جزء من تراثنا الفكري، نشأ في ظل الإسلام ولمقتضيات
الزما ن، وكل أمة تعنى بتاريخها الفكري.
والاعتبار الثاني: أن علم الكلام نشا دفاعاً عن الحقائق الإسلامية
المقررة، وأنه مادام للإسلام مهاجمون، فإنه يجب أن يكون في علمائه
مدافعون.
والاعتبار الثالث: أنه يجب تنقية الحقائق الأسلامية مما يعلق بها من
أوهام في كل العصور، ومن واجب العلماء أن يزيلوا هذه الأوهام في هذا
العصر.
(1)
(2)
مقإصد الإسلام، للشيخ، لواء الإسلام، عدد (2 1)، 2 6 9 1 م، ص 2 9 6.
المصدر السابق نفسه.
107