كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

و - على علماء هذا العلم أن يدرسوا ما يثيره الغرب من شبهات حول
الحقائق الإصلامية، سواء تعلقت بالعقيدة، أم بالفقه الإسلامي ومصادره مثل:
تعدد الزوجات، والطلاق وأثر القانون الروماني في الفقه الإسلامي، وا لشبهات
التي يثيرونها حول القرآن الكريم والسنة النبوية وغير ذلك.
وأما منهجه في مقارنة الأديان؟ فقد تحدث عنه في كتابه (محاضرات
في النصرانية) ويمكن تلخيصه فيما يلي (1):
ا- ان يكون المقارن أميناَ في جمع الحقائق العلمية وعرضها دون تحريف
او نزبيف او نغبير، لتتكون من ذلك مجموعة تهدى ولا تضل.
ب - ان يكون المقارن خاضعاَ للتاريخ، فلا يُخضِعُ التاريخَ لاَرائه ويجهده
بالتفسير والتأويل.
ب -ان يكون المقارن عادلاَ، يحكم بنحو ما جمع من معلومات وبيانات
ونصوص دينية، فهي التي تتحكم في توجيه الحكم الذي يريد إصداره، دون
تغيير أو تبديل أو انحياز لمبدأ معين، أو انحراف عن النتائج التي أدت إليها تلك
المعلومات والبيانات.
د - البحث العلمي لا يمانع من نقل عبارات بعض الأديان من كتبهم
المقدصهْ - عندهم - وغير المقدسة دون أن نتصرف فيها بأي تصرف، حتى ما
يتعلق بالإعراب وأساليب البيان؟ لئلا يدفعنا التصرف في التعبير إلى تغيير
الفكرة او تحريف القول عن موضعه.
هـ- الاجتهاد في تصوير تفكير اهل الأديان بضرب الأمثلة إذا اقتضى
الأمر.
(1) محاضرات في النصرانية، للشيخ ابو زهرة، ص 3.
109

الصفحة 109