كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

إن فقدتها فقدت قوة الاجتماع ولا تغنيها عن هذه القوة أي قوة مادية في
الأرض. . . " (1).
إن الذي يقرأ هذه العبارات يجد أن المشهد السياسي الذي كان سائدا في
عصر الشيخ يتكرر بكل ملامحه وفصوله في هذه الايام في فلسطين والعراق
وافغانستان والشيشان وغير ذلك.
وفي سنة (1955 م) كتب عدة مقالات تحت عنوان: (صراع بين الحق
والباطل في مراكش والجزائر وتونس) جاء فيها: "بينما العالم يستبشر بدعوات
السلام تتجاوب في أرجائه، ويتنادى بها زعماؤه، ويتصافج فيه الأسد الصائل
مع النمر الغادر، ويتلاقى فيها الذئب الخائن مع الثعلب الماكر، بينما العالم
كذلك، دهاذا نجيع الدماء يجري في بلاد المغرب الإسلامي الحبيب إذ اصوات
الحرية تجلجل، وصليل السيوف يقعقع، وأصوات المدافع تدوي، والرصاص
يخترق قلوب المؤمنين، والنفوس البريئة الحرة ترتفع إلى السماء تناجي ربها
بظلم الإنسان لأخيه الإنسان، واختفاء الحق وظهور الباطل، وزيف القول
وزخرف الكذب، وطمس الحفائق وسيطرة الضلال " (2).
واقترح في التصدي لذلك مقاطعة سلع الأعداء، وفضج ألاعيبهم
بالإعلام والدعاية. فقال: "أيها المسلمون في أيدينا قوتان: قوة سلبية، وقوة
إيجابية، أما السلبية فهي اقواها وأشدها تأثيراً، وهي ان نقاطع كل ما هو فرنسي،
فالبضائع الفرنسية مزجاة، ولا سلم بيننا وبينهم حتى يقضي الله أمرأ كان مفعولاً،
وهذه المقاطعة فرض عين على كل مسلم؟ ينتقص من دينه إن انتقص منها. واما
(1)
(2)
لواء الإسلام، س (7)، عدد (ه)، ا لمحرم 373 ا هـ/ سبتمبر 53 9 1 م،
ص 5 9 2 - 0 0 3.
ا لمصدر ا لسا بق، عدد (6)، سنة (9)، صفر 5 37 ا هـ/ سبتمبر وأكتوبر
5 5 9 1 م، ص 5 6 3.
15

الصفحة 15