كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

القوة الإيجابية فهي بيان مظالم الفرنسيين في كل مؤتمر دولي، وبيان حقيفة
امرهم، ف! نهم لا يقوون بالسيف، ولكن بالدعاية والأوهام، فعلينا أن نزيح
الستار عن اكاذيبهم ونكشف المستور عن مفاسدهم .. ، (1).
وفي السنة نفسها كتب مقالاً بعنوان: (صراع بين الحق والباطل في
فلسطين) جاء فيه: "لقد توقع الناس الشر عندم! وضع الإنكليز اقدامهم في تلك
البلاد الطاهرة. . إنها الحرب الصليبية في القرن العشرين من مولد المسيج عليه
السلام. . . يريد الأمريكان والإنكليز والفرنسيون وغيرهم من إسرائيل أن
تنقفق على المسلمين، فتبيد خضراءهم، وتستولي على مهد الإسلام الأول:
على مكة والمدينة، وعلى المسجد الحرام، وعلى مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - وعلى
الروضة الشريفة، وبذلك يكونون قد أخذوا بيضة الإسلام " (2). وقال في الرد
على من افتى بجواز الصلح مع اليهود: "مع اننا نستبعد صدور ذلك القول ممن
نسب إليه نجد من الواجب علينا أن نناقشه في إيجاز، فعسى أن يجول برأس
غيره، وعسى ان يتخذ ضعاف الإيمان من نشره ذريعة للدعوة إلى التردد
والهزيمة وتثبيط العزائم، وعسى أن ضعف الإيمان هو الذي أدى بنا إلى هذه الحال
هالى هذا الماَل. إن من المقررات الشرعية أنه يجب على المفتي أن يعرف
الواقعة المفتى فيها على وجهها. . . والواقعة ان طائفة جُمعت من أنحاء العالم
وقد سلطهم أعداء الإسلام على المسلمين في بقعة من الأرض، فأخرجوهم من
ديارهم ومزقوهم كل ممزق، وتركوهم لا ماوى يأوون إليه، ولا مدد يتغذون
منه، واخذ اولئك المغتصبون يذبحون في الباقين، فلم يُبقوا منهم بقية، وما من
عهد تعاهدوا عليه إلا نقضوه، وما من مبدأ إنساني إلا انتهكوه، فهل يجوز
الصلح معهم بإقرارهم على الأرض التي اغتصبوها، وليتمكنوا من الغدر
__________
(1) ا لمصدر السا بق، العدد السا بق، ص 0 37.
(2) المصدر السابق، العدد (8)، سنة (9)، صفر 5 137 هـ/ سبتمبر وأكتوبر
5 5 9 1 م، ص 4 9 4.
16

الصفحة 16