كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

على الخطابة من تغير في ذلك العصر، ولأن الخطابة أثر لتلك الأحوال، ولا
يعرف الأثر على وجهه إ لا إذا عرف المؤئر.
ئم وعد رحمه الله أن يكمل هذا الجهد بكتابين اَخرين، الأول: يخصصه
لدراسة أحوال الخطابة العربية على ذلك النحو في بفية العصور. والثاني:
يخصصه لدراسة بعض الخطباء الذين لهم في البيان والتأثير قدم جعلتهم مُثلاً
عالية تؤتسى. ولكن انتقال الشيخ إلى كلية الحقوق جعله يتجه إلى الفقه
والقانون.
المطلب الثالث
مؤلفاته في اصول الفقه والجدل
إن علم أصول الفقه من العلوم الأساسية التي مارس الشيخ تدريسه لطلبة
كلية الحقوق، فهم يحتاجون إليه لفهم القوانين التي يدرسونها حق الفهم،
وذلك لأنه يبين دلالات الألفاظ، وما يؤخذ من النص وما يفهم من غير 5، ولذا
ألف الشيخ فيه عدة كتب، وهي:
1 - اصول الفقه:
طبع هذا الكتاب في دار الفكر العربي بالقاهرة في طبعته الأولى سنة
(1377 هـ= 1958 م) ويقع في (332) صفحة، ثم أعادت طبعه بعد ذلك عدة
مرات.
وهو في الأصل محاضرات ألقاها فضيلته على طلبة كلية الحقوق بجامعة
القاهرة، بئن فيه حقيقة علم الأصول من حيث تعريفه، وموضوعه، والفرق بينه
وبين القواعد الفقهية، ونشأته وتطوره من تكليفي ووضعي، وما يندرج تحت
كل قسم. وتكلم بعد ذلك عن الحاكم وأساس التحسين والتقبيح، ثم بدأ بأول
مصدر من الأحكام الثرعية وهو القراَن الكريم، وفضَل القول في حقيقته،
188

الصفحة 188