كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

2 - الشافعي: حياته وعصره، اَراؤه وفقهه:
كتب الشيخ رحمه الله هذا الكتاب سنة (363 اهـ= 944 ام)، وطبعته
مكتبة وهبة في طبعته الأولى سنة (364 اهـ= 945 ام)، ثم قامت دار الفكر
العربي بمصر بطبعه عدة طبعات، بدات سنة (948 ام)، وبين يدي طبعة سنة
(978 1 م) ويقع في (8 0 4) صفحة. وترجم إلى اللغة الأردية0
وهو في الأصل محاضرات القاها فضيلته على طلبة قسم الدكتوراه في
كلية الحقوق بجامعة القاهرة في السنة الدراسية (1944 م - 945 ام) وقد كان
الشيخ رحمه الله شديد الاعتزاز بهذا الكتاب الذي أعطاه حقه من التمحيص
والتحري والتدقيق. وسبب ذلك يرجع إلى أمرين - كما ذكر الدكتور عدنان
زرزور - الأول: حدثني مرة رحمه الله انه وضع هذا الكتاب، وهو على عتبة
الترقي إلى درجة استاذ مساعد في كلية الحقوق، وكانت المنافسة بينه وبين
سلفه الشيخ علي الخفيف على أشدها. والثاني: أن هذا الكتاب جاء فاتحة تلك
السلسلة الفقهية، فلا بد ان يكون مثالاَ يحتذى ويشار إليه (1).
وقد تضمن هذا الكتاب مقدمة وتمهيد وقسمين دراسيين تكفَم في
المقدمة عن منهجه في دراسة الشخصية العلمية الاجتهادية، وهو يتلخص في
دراسة النثأة الأولى للشخصية وما اكتنفها من امور وما لابسها من أحداث، وما
بنيت عليه من مواهب، وما اختصت به من سجايا، ودراسة عصر صاحب
الترجمة واثر ذلك فيه، ودراسة آرائه في العقيدة والسياسة والفقه. وتهتم
الدراسة الفقهية للمترجم له بدراسة رواية كتبه وما أثير حولها من جدل، ودراسة
الأصول الفقهية التي بنى الفقيه عليها فقهه، وحال المذهب بعد ذهاب الامام،
وكيفية انتثاره.
(1)
مقال الدكتور عدنان زرزور، عن الشيخ، مجلة حضارة الإسلام، عدد (3)،
974 ام، ص 4 4.
194

الصفحة 194