كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

وأما التمهيد فقد تكلم فيه عن الصعوبات التي واجهته في دراسة ابي
حنيفة، وهي وجود أخلاط من الأخبار تشبه الركام في أبي حنيفة بعضها يمدح
وبعضها يذثم. وعدم وجود كتاب فقهي مدون لأبي حنيفة يجمع اَراء5 الفقهية،
ولكن آراءه جاءت مبثوثة في كتب أصحابه وأتباعه، كما أن اصوله الفقهية لم
تكن مدونة ولا مروية عنه فيما هو موجود من الكتب، وإنما ما دؤن منها كان
مستنبطاَ من مجموع الفروع الفقهية. ومن الصعوبات أيضاَ: عدم وجود اَراء
اعتقادية وسياسية كافية في الكتب الموجودة. وأن مذهب ابي حنيفة شزَق
وغزَب، وتناولته أعراف في اقاليم متباينة يحتاج إلى صفل.
ويختص مذهب أبي حنيفة بان الإمام نشأ في بيت من بيوت التجار،
وكانت معرفته بالتجارة هادية له للحكم على معاملات الناس، وكان كثير
الترحال، ونظاراَ أُغرم بالجدل منذ شب في طلب العلم، وكان يطلق في فقهه
إرادة الإنسان ولا يقيدها، ومن الأمثلة على ذلك عدم الحجر على السفيه البالغ
في تصرفاته.
4 - مالك: حياته وعصره، اَراؤه وفقهه:
بدأت طباعة الكتاب على شكل ملازم توزع على الطلبة أولاً باول سنة
(946 1 م)، في مكتبة الأنجلو المصرية، حتى تم طباعته في سنة (947 1 م)، ثم
قامت دار الفكر العربي بطبعه سنة (1952 م)، ويقع في (397) صفحة، ثم
توالت طبعاته، وتُرجم إلى اللغة الأردية.
وهو في الأصل محاضرات القاها فضيلته على طلبة الدكتوراه بقسم
الشريعة في كلية الحقوق في العام الدراسي (1946 - 947 1 م)، وهو يتضمن
مقدمة وتمهيد وقسمين دراسسِن. تكلم في المقدمة عن الباعث على كتابة هذا
الكتاب كما بئن الفائدة من دراسة شخصية الإمام مالك، وهي التأسي والاقتداء
به في الصبر والجلد، وقوة الاحتمال والإخلاص والإلمام بالأخبار والحوادث
196

الصفحة 196