كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

الشريعة الإسلامية في كلية الحقوق، وكان قد وعد بالكتابة عنه عند تأليفه كتاب
(الميراث عند الجعفرية) سنة (5 95 1 م)، وسلك في دراسته لهذا الإمام ما سلكه
في دراسة الأئمة السابقين من دراسة حياته وعصر 5 وفقهه، وبئن في افتتاحية
مقدمة الكتاب سبب تأخر 5 في الترجمة لهذا الإمام، وجعل ترتيبه في سلسلة
تراجم الفقهاء الثامن أو الأخير مع أنه لي! دون أحدهم، بل له فضل السبق على
أكثرهم، وله على اكابر منهم فضل خاص، فقد كان ابو حنيفة يروي عنه،
ويراه أعلم الناس باختلاف الناس، وأوسع الفقهاء إحاطة. وكان الإمام مالك
يختلف إليه دارساَ راوياَ. . ولكنه تأخر في الكتابة عنه تهيباً لمقامه، ولأن طائفة
من الناس قد غالوا في تقدير 5، ومنهم من انحرفوا فادعوا له ا الألوهية، ومنهم من
ادعوا أنه في مرتبة قريبة من مرتبة النبوة. ولكن العلماء الذين عاصروه والذين
جاؤوا من بعدهم وصفوه بأنه في الذروة من العلماء، واعترفوا له بالإمامة في
فقه الدين، ولم يتجاوزوا مرتبة العالم الإمام والمجتهد المتبع الذي يؤخذ عنه.
وتكثم رحمه الله في التمهيد عن الخصومة في الدين والفرق بينها وبين
اختلاف الفقهاء. فالخصومة في الدين ينبغي ان تنتهي بانتهاء عصر المتخالفين؟
لأن الدين واحد، فينبغي أن لا تورَث. هاذا كانت الخصومة في الدين شزاً،
ف! نها لا تخلو من خير، فقد أوجدت ثروة فقهية يمكن الاستفادة منها في علاج
بعض الأدواء الاجتماعية المعاصرة، لكن هذه الثروة فيها الغث والسمين،
فينبغي ان تخضع هذه الثروة للدراسة والتمحيص، واخذ ما هو موافق للكتاب
والسئة وترك ما خالفهما، وهذه الدراسة هي أقرب الطرق إلى الوحدة بين
المسلمين من سئة وشيعة. وحدد الشيخ رحمه الله تعالى اربعة قواعد لهذه
الدراسة وهي (1):
أ - ما اتفقت فيه الرواية عن الإمام الصادق مع روايإت كتب السنَّة
(1) كتاب الصادق، لأبي زهرة، ص 4 1 - 6 1.
201

الصفحة 201