كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

المعروفة عند الجمهور، فهو ثابت لا مجال للطعن فيه.
ب - ما ثبت قطعاًانه مخالف لكتاب الله تعالى وللسئة الثابتة مما يؤدي
الأخذ به إلى الطعن في الدين، فهو مردود لا يصج الأخذ به.
بر- ما جاء من روايات متخالفة في كتب الشيعة، بعضها يتفق مع روايات
الجمهور من اهل السئة، وبعضها يخالف رواياتهم فنختار الروايات الموافقة
لروايات الجمهور: كالرواية في إجازة الوصية لوارث ونقيضها.
د - ما جاء من روايات متحدة عن الإمام الصادق، وليس فيه ما يخالف
الكتاب والسئة، فإننا نقبله ولا نرد 5. وكذلك ما جاء من روايات متخالفة،
وليس في إحدى الروايتين ما يتفق مع الجمهور ولا يعارضه فإنا نقبله ولا نرد 5؟
لأنه ليس عندنا رواية او حجة او دليل ينقض صدق الأخرى. وذلك لأنا لا نرد
بالشك، ولكن نرد باليقين او الظن الغالب، وليس في القضية يقين ولا ظن
غالب فلا يسعنا إ لا القبول.
1 1 - ابن خلدون والفقه والقضاء:
بحث نُشر ضمن أعمال مهرجان ابن خلدون المنعقد في القاهرة في
(2/ 1962/1 م)، ويقع في (28) صفحة.
وهو يقصد من وراء هذا البحث لفت الأنظار إلى مقام ابن خلدون المؤرَخ
والاجتماعي في الفقه والقضاء. وانه قضى نحو اربعة وعشرين عاماً من عمره
يتردد على تدريس الفقه وتولى القضاء، وان له سياسة خاصة به في القضاء
الشرعي، كما ان له اختيارات فقهية دقيقة ترفعه إلى مرتبة الفقيه. هذا بالإضافة
إلى انه كان يدرس الحديث النبوي، ويذكر روايات (الموطأ) ويوازن بينها.
وعرض الشيخ ابو زهرة في بحثه هذا محاضرة لابن خلدون في الحديث. ثم
ركز على فقهه وقضائه، فبئن ما في مقدمته الشهيرة من فقه، وبئن موقفه من
عمل اهل المدينة، وموقفه من المذهب المالكي، وعرض اشتغاله بالقضاء
202

الصفحة 202