كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

والتأليف، والدعوة إلى أن الشعر الجاهلي منحول للطعن في إعجاز القران
الكريم، والدعوة إلى نبذ السثة بحجة أنه دخلها الموضوع وغير الصحيح،
واختلط الصحيج بغير الصحيح، فيكفي القرآن وحده، وقد عمل الاستعمار
على إبعاد خريجي الأزهر عن الوظائف الحكومية بحجة عدم معرفتهم بواقع
العلوم العصرية، وحصروهم في المساجد والكتاتيب، مما أدى ذلك إلى
إضعاف الثقة بهم، دهاضعاف الدراسة الشرعية في الأزهر والمدارس الشرعية.
ومما ساعد على ذلك جمود بعض العلماء وتعصبهم لمذاهبهم الففهية (1).
والناظر في إنتاج الشيخ محمد أبو زهرة العلمي يجده قد تصدى بكل ما
يملك من قوة إلى أعداء الثقافة الإسلامية في عدة مقالات وأبحاث وندوات.
وفي مقال له بعنوان: (أعداء الثقافة الإسلامية) جاء فيه: "قد ابتلي
الإسلام في هذا العصر برجال مُكن لهم في الماضي ولا يزالون مستمسكين بهذا
التمكين إلى الاَن، دهان أولثك قد نصبوا للتهوين من شاًن الثقافة الإسلامية إذ فد
بغضت لهم هذه الثقافة كما يبغض الضوء الساطع لمن أرمدت عيناه، يأكل السل
قلوبهم بغضاَ للعلوم الإسلامية التي تلتمس من القراَن الكريم، وسنَة نبئه
الشريفة؟ لأنهما القطب الذي ينبعث منه نور الإسلام، وتدور حوله الحقائق
الإسلامية. . وقد اختص أولئك القرآن بمعاول هدمهم، وتوجيه ريبهم،
واتخذوه هدفاَ يريشون سهامهم المسمومة إليه. ويوجهونها نحوه، عساهم
ينالون من هديه، أو ما اختصه الله تعالى بحفظه خالداَ باقيأ إلى ان يرث الله
الأرض ومن عليها، تحقيقاَ لقوله تعالى: " إِنَا نَخنُ نَزَفا ألذِكرَلَاِنَا لَهوُلَجَفِالونَ"
ا الحجر: 19 ابتدؤوا في هجومهم على القرآن الكريم منذ أكثر من ثلاث وثلاثين
سنة. . " (2).
(1)
(2)
الشيخ علي الخفيف، لمحمد شبير، ص ه ا.
لواء الإسلام، عدد (1 1)، السنة (13)، 378 ا هـ/ 9 5 9 1 م، ص 9 1.
21

الصفحة 21