كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

وقال في نهاية بحثه: "عسى أن تكون كتابتنا هذ 5 صوت الحق يسمعه ذوو
الشأن، فيبادروا إلى رفع هذه المظالم، أو صرخة استغاثة، فيتقدم المصرخون
إلى رفع الأحكار من كبوتها، ولكن الداء قديم، قد استمكن بفعل الزمان وألف
الناس وعدم إنكار القضاء، حتى لقد سقَت المحكمة الشرعية العليا ذلك عرفاً
قضائيأ وما هو بعرف يؤخذ به " (1). وقد كان هذا البحث سبباً في إلغاء الحكر
الظالم عن عقارات الأوقاف والأموال العامة (2).
2 1 - محاضرات في الوقف:
كتاب نشره معهد الدراسات العربية العالية التابع لجامعة الدول العربية
بالقاهرة، الطبعة الأولى، سنة (1959 م)، ويقع في (46 4) صفحة، ثم قامت
دار الفكر العربي بنشره عدة طبعات، كانت الطبعة الثانية منه سنة (1391 هـ-
1971 م)، ويقع في (388) صفحة.
وهو في الأصل محاضرات ألقاها فضيلته على طلبة الدراسات العليا
بمعهد الدراسات العربية بالقاهرة سنة (9 95 1 م). وقد تضمن هذا الكتاب تاريخ
الوقف قبل الإسلام، فقد كان ثابتاَ عند أصحاب الديإنإت السماوية السابقة،
وإن لم يسئم بهذا الاسم؟ وذلك لأن المعابد كانت قائمة، وكان يرصد عليها
العقارات، كما تضمن الوقف في الإسلام، وأنه لم يكن مقصوراَ على
المساجد، وإنما تجاوزها إلى المرافق العامة من مدارس ومشافِ وغير ذلك.
وتاريخ الوقف في مصر والشام وما تعرض له من اعتداء وطمع الولاة فيه عن
طريق الاستدلال والاستيلاء وغير ذلك، الأمر الذي يقتضي إ يجاد قانون للوقف
يعمل على حمايته. ثم تضمن حقيقة الوقف وإنشائه وملكيته وشروط الواقفين،
(1)
(2)
بحث الحكر، لأبي زهرة، ص 9 5.
بتصرف من كتإب (أبو زهرة عإلماَ إسلامياَ)، لناصر وهدان، ص 47.
213

الصفحة 213