كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

بهذا لم يكن الكتاب مجرد تقرير لما هو كائن ومعمول به لدى المحاكم
الشرعية، وانما كان منيراً لما ينبغي أن يكون، فهو مبين للحاضر ويضيء في
كثير من أبوابه إلى المستقبل أو ما يجب أن يكون عليه.
4 - اصلاح ا لأسرة:
بحث منشور في (مجلة القانون والاقتصاد) التي تصدرها كلية الحقولتى
بجامعة القاهرة في العددين (1، 2)، من السنة الرابعة والعشرين (مارس وإبريل
4 95 1 م)، ويقع في (0 5) صفحة.
ويرجع سبب كتابة هذا البحث إلى تردد كلمة (إصلاح الأسرة) على ألسنة
الكثير من الصحفيين والكُئاب والمحاضرين، حيث تباينت فيها إلاَراء،
واضطربت فيها الأقوال، فكتب هذا البحث لبيان وجه الحق فيها.
وقد تناول في هذا البحث عنصرين أساسيين:
الأول منهما: الحقائق الثابتة التي ينبغي وضعها في الاعتبإر عند التفكير
في إصلاح الأسرة وهي: الأولى: أن الأسرة لا تحكم في كل أحوالها بإلقوانين
الزاجرة أو المانعة، وانما تحكم بإلمودة الواصلة والخلق والدين والرحمة.
والثانية: أن الأسرة وحدة المجتمع، يتأثر المجتمع بما يلحقها من قرار
واستقرار وهزات. والثالثة: عند إصلاح الأسرة الإسلامية ينبغي أن لا نقتبس من
نظم أخرى غير إسلامية لاختلاف بينهما في الأسس والعادات والدين.
وأما العنصر الثاني: فهو يتعلق باتجاهات المعاصرين في الإصلاح وقد
لخصها في ثلاثة اتجاهإت وهي: الأول: أن تقوم الحياة الزوجية على رضا من
الزوجين، فلا خديعة ولا تغرير ولا غش. والثاني: العمل على سلامة الحياة
الزوجية من الأمراض الوراثية والأمراض الاجتمإعية التي تؤثر في المودة بين
الزوجين. والثالث: تعديل سن الحضانة.
219

الصفحة 219