كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

واتجاهها إلى الحق في ذاته لا حباً في شهرة ولا رغبة في متعة، وجهاد الشيطان،
وجهاد الأعداء. وان الإسلام ليس دين استسلام، وليست الفضيلة في الإسلام
الركون إلى الدعة ولوكان فيها الرضا بالهوان، وطلب المعيشة الذليلة المستكينة،
وإنما الفضيلة في الإسلام: هي رد الاعتداء، ومنع الخضوع للأقوياء، ولذلك
شرع القتال لمنع الفساد في الأرض.
ثم انتقل بعد ذلك إلى بيان فرضية الجهاد وانه قد يكون فرض كفاية
بأصله، ثم يصير فرض عين باحتلال الأعداء ارضنا ومقدساتنا. ثم بئن بعد ذلك
مراتب الجهاد وضروبه، وصفات المجاهدين.
وختم هذا البحث بما يجب على المسلمين مجتمعين من نصرة أهل
فلسطين الذين احتلت أ راضيهم " فالمسلم اخو ا لمسلمِ، لا يَظلِمُهُ ولا يُسْلِمُه " (1)،
وعلى المسلمين جميعاَ ان يهبوا لإنقاذ الأرض المقدسة التي دنسها أعداء
الإنسانية، وششنقذوا من لا يستطيعون حيلة من الذرية والنساء من أن يقتلوا
ويذئحوا وتهتك اعراضهم كما تهتك حرمة المسجد الأقصى.
ثم في الأخير يقترح اقتراحاَ عملياَ للجهاد في فلسطين وهو: أن تذهب
إلى الأرض المقدسة من كل إقليم إسلامي طائفة مدرعة بالإيمان والسلاح
والمال، تنطلق فتقض مضاجع أولئك المغتصبين، وتجعلها عليهم سفاً زعافاً
بدل ان تكون لبناَ وعسلاَ كما يريدون، وإذا كانوا يخربون بعض ديارنا فلنخرب
مستعمراتهم، ولا نياس من روح الله، إن الإرادة تعيد ما يهدمون، ولا سبيل
لعودة ارضنا إ لا بالفداء، فقدموه.
4 - العلاقات الدولية في الإسلام:
وهو في الأصل بحث اعده فضيلته بناء على طلب من لجنة القانون في
(1) صحيح البخاري، كتاب المظالم، باب لا يظلم المسلم، رقم (2 4 4 2).
235

الصفحة 235