كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

الأفق. كما ساعده على ذلك أخلاقه الطيبة من إخلاص في العمل، وتواضع،
وشعور بالمسؤولية، وصراحة في قول الحق، والشجاعة في إعلانه. هذا
بالإضافة إلى مواقفه الصلبة في القضايا العامة التي تتعلق بالمجتمع والدين.
4 - يتمتع الشيخ محمد أبو زهرة في الأوساط العلمية في عصر 5 بمكانة
علمية مرموقة، فهو أصولي بارع، وفقيه متمكن، ولغوي مدقق، وصاحب
لسان بليغ.
5 - قام الشيخ محمد أبو زهرة بجهد مشكور في تجديد الفقه الإسلامي
وتطويره، تمثل هذا الجهد في تنظير الفقه الإسلامي، والدراسات الفقهية
المقارنة، والاجتهاد في القضايا المستجدة، وصياغة الفقه في ثوب جديد،
وتقنين الفقه الإسلامي، والعمل الموسوعي المعاصر للفقه.
6 - كانت للشيخ محمد أبو زهرة اَراء فقهية واختيارات خاصة به في جميع
ابواب الفقه من عبادات، ومعاملات مالية، واحوال شخصية، وعقوبات،
وقضايا طبية. وكان رحمه الله يتخذ من كل راي ففهي موقفاً يتبناه تبنياً كاملا،
بحيث تمتزج شخصيته كلها بهذا الموقف، ويستثمر في الدفاع عنه كل ما اَتاه الله
من قوة وحجة وصوت جهوري، وقلم مبدع، ولسان بليغ. ويعتبر دفاعه عن
رأيه نضالاً وجهاداً بقدر ما هو اجتهاد واستنباط.
7 - لقد تسنى للشيخ محمد أبو زهرة أن يضع إنتاجاً علمياً غزيراً ومتنوعاً
في علوم القرآن وتفسيره، والعقيدة والدعوة والخطابة، وأصول الفقه والجدل،
وتاريخ التشريع وتراجم الفقهاء، والعبادات، والمعاملات المالية، وفقه
الأسرة والمجتمع، وفقه العقوبات، وفقه السيرة والعلاقات الدولية. وقد لقيت
مؤلفاته اهتماماً كبيراً من طلبة العلم الشرعي والقانوني، وحرصوا على اقتنائها،
وترجم الكثير منها إلى اللغات الأجنبية.
***
239

الصفحة 239