كتاب محمد أبو زهرة إمام الفقهاء المعاصرين والمدافع الجرئ عن حقائق الدين

وفاته: "ولا اكون مغاليأ إذا قررت ان قرننا لم يشهد عالمإً فذاً أوتي ما أوتيه
ابو زهرة من ذكا ء نا در، وخصوبة ذهن، وبسطة في ا لعلم، وقوة إ دراك وملاحظة،
وغزارة مادة في اسلوب سليم، ووفرة إنتاج في الفقه والتفسير والحديث، ولغة
القرآن والتراجم والمحاضرات والندوات في الداخل والخارج " (1).
ثالثأ -حفظه للقراَن الكريم:
إن أول ما قرع آذان الصبي النابه محمد هو ترتيل القرآن، فقد كانت والدته
ا لسيدة خضرة ترتله له تر تيلأ، ولما وصل إلى سن تلقي ا لعلم أ دخله أ بو 5 (الكتَاب)
لحفظ القرآن الكريم، وكانت أمه تراجع له ما يحفظه، وقد استطاع أن يحفط
القرآن الكريم وهو في سن التاسعة على يد بعض الشيوخ مثل الشيخ محمد
الجمال إمام مسجد الدهانية، والشيخ محمد الحيكا إمام مسجد الحنفي،
والشيخ مرسي المصري إمام مسجد الشيخ عبد ربه (2). يقول الشيخ أبو زهرة
عن بداية حياته العلمية: "لقد ابتدأت حيا تي بدخول المكتب لحفظ القراَن " (3).
هذا هو شأن الأسر الحريصة على تعليم ابنائها في ذلك الوقت، فقد كانو!
يعدون الانتساب إلى الأزهر شرفأ تتسابق إليه الأسر، وكانت الأسر التي تحوي
ضمن افرادها (عالمإً) من علماء الأزهر تصبح محط الأنظار، سواءً في العاصمة
أو في الأقاليم، ويُنظر إليها بالتبجيل والإكبار؟ لأن (العلم) في حس الناس هو
علم الدين الذي هو خير الدنيا والاَخرة، ولأن وظائف الدولة يحتل معظمها
خريجو الأزهر، فينالون في المجتمع الإسلامي كل وسائل الرفعة والصعود (4).
(1)
(2)
(3)
(4)
مقال: (محمد أبو زهرة شيخ الفقهاء) لعبد المعز الجزار، مجلة الأزهر، الجزء
(4)، السنة (6 4)، 4 39 ا هـ/ 4 97 1 م، ص 4 6 4.
جهود الشيخ أبو زهرة في الدعوة، لمنجد شادي، ص 8 - 9.
مقال (تجربتي مع الحياة)، ص 53.
واقعنا المعاصر، لمحمد قطب، ص 18 2.
27

الصفحة 27